قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الكونجرس يخشى تدخلا أمريكيا عميقا فى الشرق الأوسط بعد توجيه ضربة عسكرية لسوريا


قوبلت جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقناع الكونجرس بتأييد خطته لشن هجوم على سوريا بتشكك يوم الاثنين من مشرعين في حزبه الديمقراطي الذين عبروا عن مخاوف أن تنجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.
مهما يكن من أمر فإن أوباما حقق فيما يبدو بعض التقدم إذ ان اثنين من ابرز الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ -هما جون مكين وليندساي جراهام- خرجا من اجتماع معه في البيت الأبيض وهما مقتنعان بان الرئيس مستعد لفعل اكثر من مجرد إطلاق صواريخ كروز وأنه يريد أيضا دعم المعارضة السورية.
وقال مكين -وهو مدافع منذ وقت طويل عن اتباع امريكا موقفا أكثر تشددا من سوريا- إن التقاعس عن تأييد توجيه ضربات إلى قوات الرئيس بشار الأسد سيكون "كارثة".
وأثار القرار المفاجئ لأوباما بوقف خططه لتوجيه ضربة إلى قوات الأسد والانتظار للحصول على موافقة الكونجرس جدالا محتدما مع استعداد الرئيس للذهاب الى السويد وروسيا هذا الأسبوع.
وعرض كبار مساعدي أوباما للأمن القومي متسلحين بأدلة يقولون انها تثبت ان الحكومة السورية قتلت اكثر من 1400 شخص بغاز السارين مبرراتهم على الأعضاء الديمقراطيين لمجلس النواب الأمريكي في مؤتمر عبر الهاتف دام 70 دقيقة وحثوهم على مساندة طلب أوباما.
وحجة البيت الأبيض هي أنه يجب معاقبة سوريا على هجومها الكيماوي في 21 من أغسطس آب وأن على المحك مصداقية حظر دولي على استخدام مثل هذه الأسلحة وضرورة حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي وحلفائها اسرائيل والأردن وتركيا.
وألقت سوريا اللوم على قوات المعارضة في ذلك الهجوم.
وكان هناك خلاف عميق في الكونجرس بشأن كيفية المضي قدما فبعض المشرعين يخشون ان تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط على الرغم من تعهدات أوباما بتوجيه ضربة محدودة.
وتجري هذه المجادلات تحت ظلال اشباح الحروب في العراق وأفغانستان وهي صراعات استمرت أطول كثيرا وكانت أبهظ تكلفة من التوقعات في بادئ الأمر. ويرجع تردد الكونجرس إلى الحذر بوجه عام من الحروب بين الأمريكيين الذين يعارضون التورط في سوريا.
وشكا النائب كريس فان هولين احد كبار الديمقراطيين وحليف أوباما من أن صياغة طلب البيت الأبيض للكونجرس لمنحه تفويضا لاستخدام القوة واسعة وقد تؤدي الى تورط أمريكي عميق في سوريا.
وقال "ليس هناك قيد لنشر جنود أمريكيين على الأرض. ولا نقطة نهاية" في القرار. واضاف قوله ان مشروع القرار الذي قدمته الحكومة الأمريكية واسع جدا ويمنح السلطة التنفيذية تفويضا واسعا للتحرك.
وكان فان هولين أحد المشرعين الديمقراطيين الذين تحدث إليهم في مؤتمر عبر الهاتف وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومدير الاستخبارات جيمس كلابر والجنرال مارتن ديبمسي رئيس هيئة الأركان المشتركة.
ويحتاج أوباما إلى تدعيم جناحه اليساري ولاسيما في مجلس النواب حيث يعارض الديمقراطيون الليبراليون وكثير من الجمهوريين المحافظين ان تتخذ الولايات المتحدة إجراء عسكريا آخر في الشرق الأوسط.
وينتمي مكين وجراهام إلى الجناح التقليلدي في الحزب الجمهوري الذين يؤيدون بوجه عام التدخل الأمريكي في الخارج عند الضرورة. وهما يريدان إستراتيجية واسعة لا لمعاقبة الأسد على الهجوم الكيماوي فحسب ولكن لمساعدة المعارضة السورية أيضا.
ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على عمل عسكري أمريكي لكن إذا لم تكسب حكومة أوباما تاييد مكين وجراهام فإن ذلك سيكون ضربة لتاثير اوباما الأوسع على الكونجرس بشأن سوريا.
وقال جراهام للصحفيين حينما خرج وهو ومكين من اجتماع مع اوباما في البيت الأبيض استمر ساعة "في ظني أن توافقا في الرأي بدأ يتكون مفاده أنه يجب أن نضعف قدرات الأسد ونعزز المعارضة السورية."
وقال النائب جيمس مكجفرن الديمقراطي الليبرالي من ماساتشوستس انه متشكك في إمكانية أن تساعد خطة أوباما لشن ضربات عسكرية في انهاء الحرب. وقال أنه لو اجري تصويت يوم الثلاثاء فإنه سيصوت بالرفض.
وأضاف قوله "الناس فزعوا من صور الناس الذين يعانون وهم يريدون حقا تقديم المساعدة. ولكن الناس اصبحوا متشككين في فعالية هذه التدخلات العسكرية وليس الأمر مجرد السأم من الحرب."
ومع نشر سفن القوات الحربية واستعدادها لشن هجمات بصواريخ كروز تلبية لأوامر من اوباما فإنه من غير المحتمل ان يتخذ قرار قبل مرور أيام على عودة الكونجرس من عطلته الصيفية في التاسع من سبتمبر . وفي خلال تلك الفترة سيستغل اوباما الوقت في السعي لكسب التأييد لموقفه.