الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مع احتدام الحرب..شوارع مهجورة في بيت لحم وغياب شجرة الكريسماس عشية عيد الميلاد

شوارع بيت لحم
شوارع بيت لحم

تتردد أصداء أجراس الكنائس في شوارع بيت لحم التي تشبه المتاهة. ومع اقتراب عيد الميلاد، كان من المفترض أن تعج المدينة الواقعة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بالزوّار، لكنها أصبحت شبه مهجورة هذا العام.

ووفقًا لشبكة “سي إن إن”، اتخذ القادة المحليون قرارا، الشهر الماضي، بتقليص الاحتفالات تضامنًا مع السكان الفلسطينيين، مع احتدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

واستشهد أكثر من 20 ألف فلسطيني خلال الهجوم البري والجوي الذي شنه الاحتلال، بحسب وزارة الصحة في غزة، كما نزح ما يقرب من 85% من إجمالي سكان القطاع.

والكثيرون في بيت لحم لديهم علاقات بغزة من خلال أحبائهم وأصدقائهم، وقد سيطر شعور بالبؤس على المدينة التي يقدسها المسيحيون باعتبارها مسقط رأس المسيح.

وتمت إزالة الزخارف التي كانت تزين الأحياء، كما أُلغيت المسيرات والاحتفالات الدينية. وفي وسط المدينة، غابت بشكل واضح شجرة عيد الميلاد التقليدية الضخمة في ساحة المهد.

والسفر إلى بيت لحم، على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب القدس، ليس بالرحلة السهلة في العادة، ومنذ 7 أكتوبر الماضي، فرضت إسرائيل قيودًا على الحركة في بيت لحم والمدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية، مع وجود نقاط تفتيش عسكرية تسمح بالدخول والخروج، مما يؤثر على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى أعمالهم.

وقال علي ثابت لشبكة “سي إن إن”: "سألني ابني عن سبب عدم وجود شجرة عيد الميلاد هذا العام، ولا أعرف كيف أشرح ذلك".

يعيش علي وعائلته في قرية فلسطينية قريبة، ويزورون بيت لحم في كل عيد ميلاد، قائلًا "لأن علاقتنا مع إخوتنا المسيحيين علاقة قوية، ننضم إليهم في احتفالاتهم، وهم يشاركوننا أيضا احتفالاتنا. لكن موسم العطلات هذا العام سيئ للغاية".

وخلال السير في الشوارع المرصوفة بالحجارة، يبدو تأثير الصراع جليا.

ويعتمد اقتصاد بيت لحم على الحجاج والسياحة، كما ذكر صاحب متجر الجيل الثالث روني طباش، الذي يقف خارج متجره في انتظار العملاء الذين لن يصلوا أبدا.

ويحضر طباش والده معه إلى المتجر كل يوم لإخراجه من المنزل. وافتتح جده المتجر في عام 1927، لافتًا إلى أن هذا المكان، بجانب الميدان وكنيسته الشهيرة، أصبح "جزءا من قلوبنا".

وأضاف: "لم نر عيد ميلاد مثل هذا من قبل، منذ ثلاثة أشهر، بصراحة، لم نقم بعملية بيع واحدة. لا أريد أن أبقي والدي في المنزل، ولا أريد أن أتخلى عن الأمل".

وحتى كنيسة المهد، التي أصبحت أول موقع للتراث العالمي في الأراضي الفلسطينية في عام 2012، باتت فارغة إلى حد كبير. في العام العادي، تقف طوابير من المئات حول موقف السيارات بالخارج وينتظر الحجاج بصبر لدخول المغارة، التي تعتبر منذ القرن الثاني الموقع الدقيق لميلاد المسيح.

وفي الداخل، عادة ما تكون غرفة الوقوف فقط. ولكن هذا العام، غيّر القتال في غزة كل شيء.

ويقول الأب سبيريدون سمور، كاهن الروم الأرثوذكس في كنيسة المهد: "لم أر هذا الأمر من قبل".

وأضاف: "عيد الميلاد هو الفرح والحب والسلام. ليس لدينا سلام"، لافتًا: "ليس لدينا فرح، الأمر خارج عن أيدينا، وندعو القادة الذين سيتخذون القرارات (في جميع أنحاء العالم) إلى الله أن يساعدهم، ويمنحهم نوره لصنع السلام هنا وفي جميع أنحاء العالم".