الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة يوضح كيف نتوكل على الله ؟

صدى البلد

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن التوكل على الله يلزم منك الثقة بالله؛ ثق في الله أكثر مما تثق بما في يدك، والثقة بالله والتوكل عليه يقتضي التسليم لأمره، أي الرضا بفعل الله، وهذا الرضا يجعلك هادئ النفس، يجعلك تواجه الناس بقلبٍ مفتوح، وبصدرٍ رحب، وبابتسامة لا تغادر وجهك أبدًا.

وأضاف فى منشور له، قائلا:" علمنا مشايخنا رضي الله تعالى عنهم ممن منَّ الله علينا بإدراكهم أنهم كانوا في حالة رضا وتسليم وتوكل على الله ؛ فكان يأتيهم أحدهم ليشكو له ظلمه للناس ومعصيته، فكان لا يعنفه ويرشده ماذا يفعل من غير محاسبة، ويقوم من عنده وقد هدأت نفسه، وفُتحت له أبواب الرحمة، وقد يَمُنُّ الله سبحانه وتعالى عليه بالخير والهداية، والشيخ يحفظ سره فلا يفضحه، وإذا ذُكر عنده بسوء لا يخوض فيه، لأن من الممكن أن يكون الله هداه فتصبح غيبة ونميمة، ولذلك كان أحدهم –من المشايخ- يرى نفسه أسوأ الناس ويقول : "أنا أسوأ الناس"، وعندما يقال له : والذي كان عندك الأن الذي لم يترك معصية لها اسم إلا ارتكبها؟ يقول : يمكن عند ربنا من كبار الأولياء، أنا لا أعرف؟ هل أنا الذي خلقته؟ أنا لا أعرف ما الذي حدث له؟ أنا لا أعرف ماذا عمل الأن بعد ما خرج من عندي؟ أنا لا أعرف مكانته عند الله ؟ يا ابني هو أنا ربنا لكي أعرف الحكاية كلها ؟ فقيل له : أليس من واجبك أن تُنكر المعصية ؟، قال :  يا ابني أنا بأنكر المعصية ليل نهار، ولكن أنا لا أحكم على أحد، فإذا قلت لي سمعت تكون "كذاب"، وإذا قلت رأيت تكون "فاجر" لأنك لم تستر على أخوك، وإذا شاركته فأنت وهو سيان ، لماذا أتيت لكي تذكره بسوء ؟.فكان مشايخنا رضي الله تعالى عنهم يعلموننا بسلوكهم أن "دع الخلق للخالق".

وأشار الى أن التوكل على الله فتُسلِّم وتثق وترضى فتهدأ نفسك؛ فتُعامل الخلق بمعاملة هي أقرب ما تكون إلى باب الهداية، رأينا أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يريد أن يدخل بينك وبين جلدك، وينظر إليك بتكبر وتعالي لأنه يرى نفسه أفضل منك فمن وجهة نظره –القاصرة- أنه طائع وأنت عاصي ، كبر، وما دام الكبر قد دخل قلبه فقد فسد، وإذا فسد القلب فإنا لله وإنا إليه راجعون، قال سيد الخلق ﷺ : »أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ« إذًا ربنا رب قلوب ، لماذا التدخل في خلق الله؟ «طوبَى لمن شغلَهُ عيبُهُ عن عيوبِ النَّاسِ» انعكست، وإذ بهؤلاء يشغلهم والعياذ بالله عيوب الناس عن عيوب أنفسهم .


-