الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: حرب الفولاذ والزجاج

صدى البلد

يبدو أن حديثنا عن غزة يتواصل ويستمر حتى نكتب عن النصر التام وانهيار  الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربيا.

تتناقل الأخبار وتتحدث المفردات عن أحداث عظام وعن صمود حماس، وشعب غزة بصفة عامة من بطش وظلم أهل الظلم النازيين الجدد فى هذه المرحلة. 

كل مانراه بالطبع تقشعر له الأبدان وينفذ معه الصبر؛ ولكن فى المقابل يثلج الصدر قوة أهل غزة وقدرتهم على التحمل والمثابرة فتجعلك توقن بأن نصر الله قادم لامحالة الآن دخلنا مرحلة جاءت فيها الانباء كلها منتظرة رد حماس على المبادرة الاخيرة لايقاف الحرب الإسرائيلية على غزة او مايعرف باتفاق الهدنة، ورغم كل المعاناة والحزن، والألم على الدمار الذى خلفته قوات الاحتلال الاسرائيلى فى قطاع غزة إلا أن التطورات تبشر بأن وعد الله حق وبأن قوله تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة، ينطبق على المرابطين المقاتلين العازمين على مواصلة كفاحهم وقتالهم فى سبيل الله والوطن، حماس التى تقاتل الانجلو امريكصهيون نجحت فى تأكيد ان المقاتل مؤيد بجنود الله؛  وبأن الظلم مهما كانت قوته ومن يؤيده الا أنه زائل لامحالة، ويؤكد ذلك الاعلام العبرى الذى يتحدث عن المزيد من القتلى والمصابين من جنوده العائدين من غزة إما فى أكياس سوداء ، واما بعاهات مستديمة، وليس هذا فقط بل إن آلاف من الجنود العائدين مصابون بأمراض نفسية جعلتهم غير صالحين للعودة الى حياتهم الطبيعية ؛ وذلك ماأكده مسبقا المتحدث باسم حماس "ابو عبيدة"
عندما قال فى واحدة من خطاباته الرائعة " سنجعلكم تندمون على يوم ولادتكم ، وسنعيدكم اما فى اكياس ، او بعاهات مستديمة او مرضى نفسيين  " وزاد عليه القائد السنوار بالقول "مرمطنا تل ابيب وسنجبر قادتها على ان يجثو ويقبلون التراب من اجل ان ننهى مواجهتنا لهم ".

كل هذه التطورات تفرض نفسها وتسأل : هل فولاذ اسرائيل الممثل فى الاسلحة المتطورة ، والتكنولوجيا الحديثة المصدرة من واشنطن ومحبيها ؛ كل هذه الوفرة والفورة فى عالم الاسلحة التى قالوا عنها بأنها فولاذ يدمر كل مايقف امامه ، كل هذه التكنولوجيا اجهز عليها شباب غزة بصناعات يدوية وبدائية ، مقارنة بتلك الطفرة التكنولوجية الاسرائيلية المدعومة امريكيا وغربيا ؟! 
الاجابة تكمن فيمن يمسك بالسلاح وليس بالسلاح ؛ فزجاج غزة على حد وصف اسرائيل استطاع ان يمحق ويسحق فولاذ تل ابيب ويقهقهر جنودها ، ويجعلهم يفرحون عندما تأتيهم أوامر بالخروج من غزة والعودة الى بلادهم المسروقة من فلسطين منذ عقود ، الزجاج الغزاوى أكد ان العقيدة المؤمنة الواعية قادرة على مواجهة صلف وغطرسة الصهاينة ، المقاتلون فى غزة اكدوا للعالم كله ان الله مع الذين يحاربون فى سبيله وأن نصرهم حق على الله مهما كانت قوة الظالم وقدرته وجبروته . فولاذ اليهود ومن يدعمونهم اصبح زائلا سائلا أمام زجاج أهل الحق وأصحاب الوطن.

الحديث عن غزة لن ينتهى كما قلت إلا بحديث عن نصر قادم وافراح مرتقبة تغسل أحزان  مايقرب من عقدين من الحصار على قطاع غزة وعقود من الاحتلال والتعسف فى الأراضي الفلسطينية المحتلة ، الحديث القادم سيكون بطعم فرحة كل من عوضه الله عن فقد وحزن والم وانهيار؛ بالعودة الى الارض ولملمة ماتبقى من امل، ومواصلة السير والكفاح من اجل اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.