الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منى أحمد تكتب: مصر جميلة 

منى أحمد
منى أحمد

الشعب المصري شعب مثير للجدل والإعجاب في آن واحد يجمع بين عدة متناقضات، شعب بسيط لكنه صاحب حضارة، متدين لكنه خفيف الظل، متسامح طيب لكنه لا ينسي الإساءة، ورغم أزماته الاقتصادية مضياف كريم تسمع منه دائما جملة أتفضل معانا، يتقاسم لقمة العيش مع جاره الذي يجاوره في الشارع أو في الوطن أو حتي في الحدود الجغرافية ، هو شعب خارج حدود التوقعات ويسير عكس المنطق.

المصري شخصية متفردة لم ولن تتكرر مساراته، فهل هو المخزون الحضاري الذي انعكس علي مكوناته ، أم التاريخ الأصيل للشخصية المصرية الذي أرتكز علي حضارات مختلفة تنوعت بين فرعونية ، قبطية ، اسلامية ، متوسطية ، فكونت قاعدة ثرية التفاصيل ، ورغم تأرجحها بين هبوط وصعود ولكنها ظلت محتفظة بخصوصية متفردة علي امتداد التاريخ ، فتاصلت في صور ذهنية وتطابقت بنسخ متوراثة عبر أجيال.

وعم ربيع بائع البرتقال  البسيط  حاله، العظيم في إنسانيته الذي يفترش الأرض لكسب قوت يومه بالكاد ، ما هو الإ واحد من هذة النسخ الأصيلة والذي تم تدوال فيديو له عبر مواقع التواصل الاجتماعي ،وهو  يقذف بالبرتقال الذي لايمتلك غيره  فوق السيارات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلي أهالي غزة ، ولو كان يملك أكثر من ذلك لقدمه.

هذا الرجل الشهم ما هو الإ نموذج لملايين المصريين الذين أستقبلوا خلال السنوات القليلة الماضية  ، دون ضجر أو كلل ، ملايين السوريين والليبين واليمنيين والعراقين والسودانيين ليتقاسموا لقمة العيش معهم رغم صعوبة الأحوال المعيشية  .

حالة تطابقت مع حال الدولة المصرية التي قدمت حتي الأن ما يقرب من 80% من إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة إلي قطاع غزة رغم التحديات الصعبة .

والمصريون بجيناتهم الحضارية المتصلة الحلقات إن خفت بريقها لكنه لا ينتهي ، فمصر بملامح الأم الكبيرة العطوف التي تمنح و تعطي ولا تنتظر المقابل , هي الحصن الحصين لكل من يحتمي بها وعطاء بلا حدود.

لذلك شكلت مصر بملامحها الجميلة الآثرة صورة أستثنائية فريدة ،  كلمة السر في قلب كل محب وعاشق لها مفتونا بها ، فمصر علي الخريطة الجغرافية بقعة خاصة جدا لكل من ولد وعاش علي أرضها ، و عشق  من نوع خاص لايستطيع أحد أن يفك طلاسمه.

أنها مصر الكبيرة البهية التي يسري  حبها  سريان الدم في العروق مسيرين  غير مخيرين، وستظل أرض الكنانة هي قلب الأمـة العربية التي لا تنحني مهما عصفت بها الرياح , وتبقي شامخة عالية رغم الأزمات باسمة رغم ما مر بها من محن , كريمة  رغم عسرها . أنها مصر وهم المصريون .