EN 
تمر اليوم، الأحد، ذكرى تولي أبو عبد الله محمد الأمين الخلافة بعد وفاة والده الخليفة هارون الرشيد في 24 مارس عام 809م.
وقد كان الأمين سادس خلفاء الدولة العباسية، واستمرت فترة حكمه لمدة حوالي خمس سنوات بين عامي 809 و813 م.
نزاع بين الإخوة بعد وفاة هارون الرشيد
أحد أبرز أحداث عهده كان النزاع الذي نشب بينه وبين أخيه المأمون، وهو تجلٍ للصراع المستمر بين العرب والعجم داخل الدولة العباسية.
ولد الأمين في السنة نفسها التي تولى فيها والده الخلافة، وكان أصغر من أخيه المأمون بستة أشهر فقط.
وكانت أمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور، في حين كانت أم المأمون جارية فارسية تُدعى "مراجل"، وتوفيت بعد ولادة المأمون بأيام قليلة.
نشأ الأمين في بيئة مترفة وفخمة تحت رعاية والدته زبيدة، وكان يتمتع بمكانة فريدة بفضل توليه لقب الخلافة وثروة والده وسلطانه.
منذ صغره، كان الأمين معروفًا بشخصيته المؤثرة والذكية، وكان لديه ذهن نشط ولسان فصيح، وكان سريع البديهة وماهرًا في الإجابة، كما كان سخيًا ومعروفًا بسخاءه الزائد.
ومع ذلك، كان يميل إلى العبث والاستهتار، وقد وردت بعض القصص التي تصفه بالسفه والجهل والإهمال، وهو أمر لا يتفق مع الحكمة والحزم التي عُرف بها والده الرشيد، لذا فإنه من الصعب تصديق أن المسلمين سيتم قيادتهم بواسطة شخص غير مؤهل أو غير حكيم.
على الرغم من توقع الرشيد أن المأمون سيكون الوريث المناسب للخلافة، فقد أعلن الأمين تعيين ابنه موسى وليًا للعهد، وهذا القرار أثار غضب المأمون الذي كان في خراسان في تلك الفترة.
جمع المأمون جيشًا كبيرًا حوله وسار به إلى بغداد، حيث قام بقصف المدينة بواسطة المنجنيق وشن معارك عنيفة ضد أخيه الأمين.
وبعد أربع سنوات من الحرب، انتصر المأمون وقتل الأمين، وتولى المأمون خلافة المسلمين.
يذكر أنَ أهل خراسان كانوا المؤيدين الأساسيين للمأمون فى حربه ضد الأمين حتى وصل إلى الخلافة، وكان الفرس يرغبون أن يبقى المأمون فى خراسان فى مدينة مرو حتى تصبح مرو مركز الخلافة العباسية، لكن أهل بغداد بدأوا بإشعال الثورات ضد المأمون، فاضطر المأمون إلى الرجوع إلى بغداد لإخماد هذه الثورات، التى انتهت على يد المأمون.
