مبادرة فرنسية ألمانية لحل أزمة التجسس الأمريكية

أطلقت فرنسا وألمانيا مبادرة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة قبل نهاية العام وذلك بعد الكشف عن التجسس الأميركي على أوروبا، حسبما اعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي.
وأعرب فان رومبي عن "قناعة" الأوروبيين بأن العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يجب أن تقوم على "الثقة"، وذلك خلال مؤتمر صحفي في ختام اليوم الأول من القمة الأوروبية في بروكسل التي ركزت على عمليات التجسس الأميركية على أوروبا والتي كشف عنها مؤخرا.
وقال إن "فرنسا وألمانيا تريدان إجراء اتصال ثنائي مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى تسوية قبل نهاية العام" حول نشاطات أجهزة المخابرات.
وأوضح فان رومبي أن فرنسا وألمانيا قدمتا هذه المبادرة وأن "مجمل الدول الـ 28 وافقت عليها" مشيرا إلى أنه بإمكان دول أخرى أن "تنضم إلى هذه المبادرة".
كما أضاف أن بريطانيا "موافقة" على هذه المبادرة.
وكانت الخارجية الألمانية قد استدعت السفير الأميركي لدى برلين على خلفية اتهامات لواشنطن بالتجسس على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في وقت اتهم فيه رئيس وزراء إيطاليا انريكو ليتا واشنطن ولندن بمراقبة للاتصالات استهدفت الحكومة الإيطالية والشركات إضافة إلى جماعات إرهابية مشتبه بها.
من جهته، قال رئيس وزراء السويد فريدريك راينفلد، الخميس ،إن التجسس الأميركي المزعوم على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل النقال "غير مقبول" ووصفه بأنه نموذج سيء للاستفادة من القدرة على تحليل المعلومات.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ليتا للصحفيين "من غير المقبول أن تكون هناك أعمال تنصت من هذا النوع وهو أمر لا يمكن تصوره".
وفضلا عن مزاعم التنصت من جانب وكالة الأمن القومي الأميركية قالت مجلة اسبريسو الإيطالية في تقريرها ان هناك برنامجا منفصلا أطلق عليه اسم تمبورا وتديره مؤسسة الاتصالات الحكومية البريطانية تجسس على الاتصالات الهاتفية ورسائل البريد الالكتروني والاتصالات عبر الانترنت التي نقلت عبر ثلاثة كابلات ألياف بصرية تحت الماء في صقلية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال لرئيس الوزراء الايطالي الأربعاء ان الولايات المتحدة تعمل "لتحقيق التوازن الصحيح بين حماية الأمن وخصوصية مواطنينا" وان المشاورات ستستمر مع الشركاء بما في ذلك إيطاليا.
ورفض البيت الأبيض الخميس القول إذا ما كانت الولايات المتحدة تجسست في السابق على اتصالات ميركل.
وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض إنه لن يعلق على "اتهامات محددة وجهت" إلى واشنطن، وذلك غداة إعلانه أن "الولايات المتحدة لا تراقب ولن تراقب اتصالات المستشارة".
ولم يشأ كارني اعطاء توضيحات اضافية قائلا "لا شيء أضيفه".
من جانب اخر قال "نحن نراجع الطريقة التي نقوم فيها بجمع معلومات الاستخبارات بهدف التوصل الى توازن بين الهواجس الأمنية لرعايانا وحلفائنا، وقلق كل الناس حول حماية الحياة الخاصة".
وعادة يرفض المسؤولون الأميركيون التحدث عن قضايا استخبارات أو مزاعم تجسس.