يعود الجدل مجددًا حول أفضل الأصول الآمنة في أوقات الأزمات. فبينما ظل الذهب لعقود طويلة الملاذ الأكثر موثوقية لحماية الثروات، يبرز البيتكوين اليوم كبديل رقمي يحظى باهتمام متزايد من المستثمرين، لا سيما بين الأجيال الجديدة، وذلك مع اشتداد التحديات الاقتصادية العالمية وتزايد تقلبات الأسواق.
وفي هذا السياق، قال جوش جيلبرت، محلل الأسواق في منصة إيتورو، إن الذهب أثبت قدرته التاريخية على الاحتفاظ بالقيمة خلال الأزمات، بفضل ارتباطه السلبي بأسواق الأسهم والسندات.
وأضاف أن الذهب لا يزال أداة تنويع أساسية داخل المحافظ الاستثمارية، حيث يساعد على تقليل الخسائر عند انهيار الأسواق، وهو ما يجعله ركيزة استراتيجية للباحثين عن الأمان المالي.
في المقابل، أشار جيلبرت إلى أن البيتكوين، المعروف بـ"الذهب الرقمي"، يمتلك خصائص مشابهة من حيث الندرة وعدم الارتباط بالأرباح والفوائد، إلا أنه يفتقر إلى الاستقرار، إذ لا يزال في مرحلة النضوج ويتسم بتقلبات حادة. فعلى الرغم من تفوقه في الأداء على مدى السنوات الماضية، إلا أن تراجعه بنسبة 65% في عام 2022، رغم تصاعد معدلات التضخم، أثار تساؤلات حول قدرته الفعلية كملاذ آمن.
وأوضح جيلبرت أن قرار إدراج الذهب أو البيتكوين في المحفظة يعتمد بشكل كبير على نفسية المستثمر، ومدى تقبله للمخاطر. فالذهب يمنح شعورًا بالطمأنينة ويخفف من الذعر خلال الانكماشات، بينما يجذب البيتكوين المستثمرين ذوي الآفاق الطويلة والشهية العالية للمخاطرة، خاصة مع تزايد تبنيه مؤسسيًا وتطور الأطر التنظيمية.
وفي ظل هذه المعطيات، يرى جيلبرت أن الذهب سيظل "المعيار الذهبي" للاستثمار في أوقات عدم اليقين، في حين يمكن للبيتكوين أن يشكل إضافة محدودة داخل المحافظ الطموحة، لتعزيز العوائد، مع ضرورة الحذر من تقلباته المرتفعة. ويؤكد أن تحقيق التوازن بين الأصول التقليدية والرقمية هو مفتاح النجاح في المرحلة المقبلة من تطور الأسواق العالمية.