أكد الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بجامعة القاهرة، أن مستشفيات قصر العيني تعاني من فجوة تمويلية ضخمة قد تصل إلى نصف مليار جنيه بنهاية العام المالي الحالي، مطالبًا بدعم مالي عاجل يليق بعراقة هذا الصرح الطبي الذي يستعد للاحتفال بمرور 200 عام على تأسيسه.
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، برئاسة النائب الدكتور سامي هاشم، حيث أوضح الدكتور حسام صلاح أن المستشفى يستقبل سنويًا ما يزيد على 2 مليون مريض، من بينهم 500 ألف حالة طوارئ، ويُجرى بها نحو 100 ألف عملية جراحية، مشيرا إلى أن قصر العيني يمثل العمود الفقري للخدمة الصحية المجانية في مصر.
عجز كارثي في المستلزمات والأدوية والأغذية
وقال إن هناك عجزًا في بند المستلزمات الطبية والأدوية يقدر بـ200 مليون جنيه، في حين يبلغ عجز الأغذية وحده نحو 45 مليون جنيه، الأمر الذي يُهدد استمرارية تقديم الخدمة الصحية بالكفاءة المطلوبة، خاصة أن المعامل بالكاد تُجري التحاليل الأساسية "بالعافية" – على حد تعبيره.
كما حذر "صلاح" من أن مشروع مبنى الإطفاء بالمستشفى مهدد بالتوقف في حال عدم اعتماد موازنته البالغة 500 مليون جنيه، رغم أهميته في منظومة التأمين والسلامة المهنية داخل هذا الكيان الضخم الذي يضم 5200 سرير، ويعمل به 6400 عضو هيئة تدريس.
وأضاف: “رغم وصول التبرعات خلال العام الحالي إلى 277 مليون جنيه، إلا أن هذا لا يغطي حجم الاحتياجات، ما يستدعي تدخلًا مباشرًا من وزارة المالية لدعم موازنة المستشفيات الجامعية، خصوصًا وأن الشراء الموحد لم يتم تفعيله بالشكل الكافي”.
وقد علقت غادة يوسف، ممثلة وزارة المالية، بأن بعض الاعتمادات لم تُفعّل على النظام المالي في الربع الأخير، لكنها أكدت تخصيص 11.5 مليون جنيه كدعم مبدئي للمستلزمات.
واختتم صلاح حديثه بمناشدة وزارة المالية الإسراع في التواصل مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية باعتباره جهة تنظيمية، لتمكين المستشفيات من مواصلة رسالتها، قائلاً: "نحتاج إلى دعم حقيقي لنقدم خدمة تليق بتاريخ القصر العيني، وإلا سنضطر لتقليص الخدمات رغم أهميتها".
وشهد الاجتماع إشادة واسعة من النواب بالدور المحوري الذي يقوم به قصر العيني في خدمة ملايين المواطنين بالمجان، مؤكدين دعمهم الكامل لزيادة موازنته ضمن موازنة العام المالي 2025/2026.