في مشهد مأساوي يهز القلوب، استقبلت الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، أخصائية الأطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، جثامين تسعة من أطفالها متفحمة، بعد أن قضوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ووفقا لوسائل الإعلام الفلسطينية كانت الطبيبة قد غادرت منزلها صباحاً برفقة زوجها الدكتور حمدي النجار، الذي أوصلها إلى عملها، قبل أن يعود أدراجه إلى المنزل.
وبعد دقائق فقط من عودته، سقط صاروخ إسرائيلي على المنزل، ما أدى إلى مقتل تسعة من أطفالهم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا. وأُصيب الطفل العاشر، آدم، بجروح، كما أُصيب والدهم حمدي بجراح خطيرة أدخلته العناية المركزة.
ونشر المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، تسجيلاً مصورًا من داخل منزل العائلة، أظهر حجم الكارثة، وكتب عبر منصة "إكس": "الكلمات تعجز عن وصف هذا المشهد. الطبيبة آلاء النجار، التي تفني حياتها لعلاج الأطفال، فقدت تسعة من أبنائها دفعة واحدة".
ويأتي هذا الحادث ضمن سياق مأساوي أكبر تعيشه غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة أن عدد الأطفال القتلى منذ بدء الحرب بلغ أكثر من 16,500 طفل، فيما تجاوز عدد ضحايا الحرب 53,000 شهيدا، من بينهم أكثر من 3,300 منذ استئناف الهجمات في 18 مارس.
وبحسب المنظمات الأممية فأن الوضع الإنساني يزداد سوءاً، إذ يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل. وبينما يفقد العاملون في القطاع الطبي أحباءهم، يستمرون في أداء واجبهم في ظل ظروف قاسية، متحدّين الألم والموت في كل لحظة.