شهدت العاصمة الفيتنامية هانوي، الإثنين، توقيع اتفاقيات استراتيجية بين فرنسا وفيتنام، أبرزها صفقة لشراء 20 طائرة من طراز "إيرباص A330 نيو"، وذلك خلال الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تعد الأولى لرئيس فرنسي إلى فيتنام منذ ما يقرب من عقد.
الزيارة تأتي في سياق مساعٍ فرنسية لتعزيز نفوذها في مستعمرتها السابقة، بالتوازي مع تصاعد التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لاسيما بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على المنتجات الأوروبية اعتبارًا من يونيو المقبل.
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن فيتنام، التي تعتمد بشكل كبير على التصدير، وجدت نفسها تحت ضغط أمريكي لتوسيع وارداتها من الولايات المتحدة بهدف تجنب فرض رسوم جمركية تصل إلى 46%، الأمر الذي أثار قلقًا أوروبيًا من احتمال إبرام صفقات أمريكية على حساب مصالح أوروبا.
الوثائق التي اطلعت عليها "رويترز" أظهرت أن الاتفاقيات الموقعة بين فرنسا وفيتنام لا تقتصر على صفقة الطائرات فحسب، بل تشمل أيضًا مجالات التعاون في الطاقة النووية، وتطوير البنية التحتية للسكك الحديدية، وتقنيات الأقمار الصناعية للمراقبة من إنتاج "إيرباص"، بالإضافة إلى اتفاقيات مع شركة الأدوية الفرنسية "سانوفي".
الاتفاق الجديد مع شركة "إيرباص" جاء استكمالاً لاتفاق سابق أبرم العام الماضي لشراء 20 طائرة من الطراز نفسه لصالح شركة الطيران الفيتنامية منخفضة التكلفة "فيت جيت".
وفي سياق متصل، أفادت مصادر رسمية بأن فيتنام أبدت استعدادها لشراء ما لا يقل عن 250 طائرة من شركة "بوينغ" الأمريكية، لصالح شركتي "فيتنام إيرلاينز" و"فيت جيت"، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتقليص الفائض التجاري الكبير مع الولايات المتحدة واسترضاء واشنطن.
من جانبهم، حذّر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي من أن تفضيل واشنطن في العقود التجارية قد يضر بالعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، الذي يرتبط مع فيتنام باتفاقية تجارة حرة ويُعد من أبرز شركائها التجاريين.