في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل، أكدت الولايات المتحدة عبر أحد مساعدي البيت الأبيض أنها لا تعتزم شن أي هجوم على إيران، مشددة على التزامها بالحفاظ على الوضع الدفاعي لقواتها المنتشرة في المنطقة. يأتي هذا التوضيح في وقت تتزايد فيه المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع قد تشمل أطرافًا إقليمية ودولية.
البنتاجون يؤكد.. لا نية للتصعيد
أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، شون بارنيل، أن القوات الأمريكية تواصل التزامها بوضع دفاعي دون أي تغيير، وأن الهدف الأساسي للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة يتركز على حماية الجنود والمصالح الأمريكية، وليس المشاركة في أي عمليات هجومية ضد إيران.
انقسام داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي
من جانبه، كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن اجتماع مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي عُقد بالأمس لم يخرج بأي قرار حاسم، مشيرًا إلى وجود انقسام داخل المجلس بين فريقين؛ الأول يدفع باتجاه تدخل عسكري ويتزعمه الرئيس دونالد ترامب، وفريق آخر يرفض هذا الخيار إدراكًا منه لتبعاته الخطيرة.
وأكد فرج أن أي تدخل أمريكي مباشر قد يقود إلى ضربات إيرانية تستهدف القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى استهداف المنشآت البترولية ومضيق هرمز، وهو ما يشكل تهديدًا بالغًا لأمن الطاقة العالمي والاستقرار الإقليمي.
استبعاد الخيار النووي
وفيما يخص الحديث عن احتمالية استخدام الأسلحة النووية، استبعد اللواء سمير فرج بشكل قاطع هذا السيناريو، مؤكدًا أن الضربة النووية "مستحيلة ولن تحدث على الإطلاق". ولفت إلى أن إسرائيل، رغم تصعيدها الأخير، لا تملك الجرأة على تنفيذ هجوم نووي على إيران، لا سيما في ظل امتلاك إيران منشآت عسكرية محصنة تحت الجبال لا يمكن استهدافها بسهولة حتى بأقوى القنابل.
سيناريوهات الرد الإيراني
وحذر فرج من أن أي هجوم عسكري أمريكي على إيران سيقابل بإجراءات انتقامية من طهران، تشمل إغلاق مضيق هرمز وشن هجمات على القواعد الأمريكية والمنشآت البترولية في الخليج العربي، مما قد يفضي إلى أزمة إقليمية شاملة تؤثر على الملاحة العالمية وإمدادات النفط.
في ظل التصعيد المتواصل، يبدو أن الولايات المتحدة تحاول تجنب الانزلاق إلى حرب مباشرة مع إيران، رغم الضغوط الداخلية والتحديات الأمنية المتزايدة. وبينما يستبعد الخبراء استخدام السلاح النووي، تبقى المنطقة على صفيح ساخن، وسط تحذيرات من أن أي خطوة خاطئة قد تفجر صراعًا واسع النطاق تتجاوز تداعياته الحدود الإقليمية.