في سوق الاتصالات الأمريكية المزدحم بالمنافسة الشرسة، ليس من السهل تمرير إعلان قد يحتوي على معلومات غير دقيقة دون إثارة الجدل.
قامت مؤخرًا، شركة T-Mobile بتقديم شكوى رسمية ضد منافستها Verizon لدى الهيئة الرقابية المستقلة National Advertising Division (NAD)، وذلك بسبب ما اعتبرته مزاعم مضللة تتعلق بخدمة الرسائل عبر الأقمار الصناعية وحجم الشبكة الخاصة بـ Verizon.
الرسائل عبر الأقمار الصناعية: ليست متاحة للجميع
وفقًا لتقرير NAD، فإن إعلان Verizon الذي يروج لقدرتها على "التغلب على المناطق الميتة عبر الأقمار الصناعية" لا يُعد خادعًا، لكنّه يفتقر إلى الشفافية.
فقد أوصت الهيئة بأن تُوضح الشركة أن الخدمة لا تعمل إلا على نماذج محددة من الهواتف الذكية الجديدة، وتحت ظروف معينة، وهو أمر بالغ الأهمية لفهم الجمهور لطبيعة الميزة.
الشبكة الأكبر؟ تفسير غامض
أحد أبرز الاعتراضات التي قدمتها T-Mobile يتعلق بلقب Verizon لنفسها بأنها "أكبر شبكة في أمريكا".
من الناحية الفنية، هذا الادعاء صحيح فقط إذا كانت المقارنة تستند إلى عدد مشتركي خدمات الدفع الآجل (Postpaid Subscribers).
لكن المشكلة، كما ترى T-Mobile، تكمن في أن المشاهدين قد يفسرون "الأكبر" على أنه يشير إلى نطاق التغطية الجغرافية أو مدى قوة الشبكة ما يُعد تضليلًا غير مباشر.
NAD تطالب بالمزيد من التوضيح
الهيئة الرقابية رأت أن وصف Verizon بـ"الشبكة الأكبر" يحمل دلالات مبهمة قد تختلف من مستهلك لآخر.
وأشارت إلى أن الإعلانات لم توضح بما فيه الكفاية أن "اتصالات الهاتف بنظام الدفع الآجل" هي المقصودة في هذا السياق. لهذا، أوصت NAD بضرورة توضيح المصطلحات المستخدمة بشكل أكثر دقة في الإعلانات المقبلة.
Verizon تمتثل لتوصيات الهيئة
رغم أن NAD لا تملك صلاحية قانونية لفرض غرامات مالية أو إلزام الشركات بتعديل محتواها الإعلاني، إلا أن معظم الشركات، ومنها Verizon، تمتثل لتوصياتها خوفًا من أن يُحال الأمر إلى لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، والتي تملك صلاحيات قانونية واسعة.
سجال دعائي مستمر
الجدير بالذكر أن T-Mobile كانت قد تقدمت العام الماضي أيضًا بشكوى مماثلة ضد Verizon بسبب إعلانات تتعلق بنفس خدمة الرسائل عبر الأقمار الصناعية، وقد طالبت NAD حينها Verizon بالتوقف أو تعديل تلك الإعلانات.
ويبدو أن هذه المعركة الدعائية بين أكبر شركات الاتصالات في الولايات المتحدة لن تتوقف قريبًا، خصوصًا مع تصاعد أهمية دقة المحتوى الإعلاني في عصر المنافسة الشرسة والثقة الرقمية.