يحيي العالم في نهاية شهر يونيو من كل عام اليوم العالمي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وهي مناسبة سنوية تهدف إلى رفع الوعي بمخاطر المخدرات وتأثيرها المدمر على الفرد والمجتمع، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي للحد من انتشار هذه الآفة التي تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن والصحة العامة.
تُعد المخدرات آفة العصر، إذ لا تقتصر أضرارها على تدمير عقول الأفراد، بل تمتد إلى تفكيك نسيج الأسرة وتمزيق المجتمعات، حيث تعد من الأسباب الرئيسية في ارتفاع معدلات الجريمة والعنف والانهيار الأخلاقي والسلوكي، خصوصًا بين فئة الشباب.
وفي هذا السياق، تبذل الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية جهودًا كبيرة في مواجهة التحديات المستحدثة، حيث تتطور أساليب تهريب وترويج المخدرات بشكل مستمر، خاصة مع ظهور أنواع جديدة من المواد المخدرة، ومحاولات العصابات الإجرامية استخدام وسائل تكنولوجية حديثة لتسهيل تجارتهم غير المشروعة، إلا أن وزارة الداخلية تواصل تنفيذ حملات أمنية مكثفة وضربات استباقية ناجحة للحد من هذه الظاهرة.
الملايين يعانون من مخاطر المخدرات
بستعرض "صدى البلد" إحصائيات بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أظهرت أن نحو 64 مليون شخص حول العالم يعانون من اضطرابات الإدمان، وأن هناك أكثر من 300 ألف حالة وفاة سنويًا نتيجة الجرعات الزائدة.
ومن جانبها كشفت وزارة الداخلية أن حوالي 20% من تجارة المواد المخدرة تتم عبر الإنترنت، وأن 70% من هذه النسبة تدار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تتم 30% الأخرى عبر "الدارك ويب" والمتاجر الإلكترونية.
وبحسب التقرير الأمني كشفت عنه وزارة الداخلية، أن أجهزة وزارة الداخلية تمكنت خلال عام 2024 من إحباط ترويج كميات ضخمة من المواد المخدرة تقدر قيمتها السوقية بـ 15.7 مليار جنيه، كما نجحت الوزارة في إحباط عمليات تهريب مخدرات تخليقية لخارج البلاد، كانت تستهدف دولًا في المنطقة، بقيمة تقدر بـ 28 مليار جنيه.
وتعد هذه الإنجازات جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة، تعتمد على الردع الأمني إلى جانب التوعية المجتمعية والعلاج النفسي، بما يضمن حماية المجتمع، خاصة النشء والشباب، من السقوط في مستنقع الإدمان.
ويظل اليوم العالمي لمكافحة المخدرات مناسبة لتأكيد التزام الدول بمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، ودعوة مفتوحة لتعزيز الشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في بناء مستقبل خالٍ من المخدرات.