EN
نظَّمت لجنة البيئة بالنقابة العامة للمهندسين، برئاسة الدكتورة منال متولي، ندوة بعنوان: "استراتيجية الأمن القومي المصري في ضوء مستجدات الإقليم... حربًا وسلمًا"، أدارها الدكتور إبراهيم مدني.
وقد جاءت الندوة انطلاقًا من حرص نقابة المهندسين المصرية على تعزيز الوعي بالقضايا القومية ورفع مستوى الإدراك العام لدى أعضائها والمجتمع، وفي ظل ما يشهده الإقليم من متغيرات متسارعة وتحديات أمنية واقتصادية وسياسية مُعقّدة.
شهدت الندوة حضور المهندس محمود عرفات، الأمين العام لنقابة المهندسين، والمهندس كريم الكسار، الأمين العام المساعد ، وحاضر فيها المفكر الاستراتيجي اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، وشارك فيها اللواء أركان حرب الدكتور خالد فودة صديق، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، والدكتورة شيرين شوقي، مقرر لجنة البيئة، والدكتور إبراهيم المدني، عضو اللجنة ومنسق الندوة المهندسة حنان صادق مقرر مساعد اللجنة.
وأعرب المهندس محمود عرفات، عن بالغ امتنانه وتقديره للواء أركان حرب الدكتور سمير فرج كونه من القيادات العسكرية الوطنية الكبيرة، والتي شرُف بأن يتعلم منه أثناء فترة عمله بالقوات المسلحة، مؤكدًا أن ما تلقّاه من تعليم وانضباط وخبرة عملية كان له بالغ الأثر في تشكيل وعيه الوطني، وصقل شخصيته المهنية، وغرس روح الالتزام والانتماء في وجدانه.
كما عبّر أمين عام النقابة عن سعادته البالغة بوجود صديقه ودفعته اللواء أركان حرب الدكتور خالد فودة، مشيرًا إلى أن حضوره بين نخبة من القيادات والمهنيين في هذا اللقاء هو مصدر فخر واعتزاز شخصي ومهني، ويؤكد على عمق العلاقة بين مؤسسات الدولة المختلفة في دعم مسيرة التنمية والتطوير.
حروب الجيل الرابع والخامس
واختتم المهندس محمود عرفات كلمته بالتأكيد أن النقابة ستواصل دورها التوعوي من خلال تنظيم مزيد من الندوات واللقاءات الفكرية والوطنية، التي تسلط الضوء على قضايا الدولة الحيوية، وتُسهم في رفع مستوى الوعي العام لدى المهندسين والمجتمع، بما يدعم جهود الدولة في تحقيق الأمن والتنمية.
من جانبه أعرب المهندس كريم الكسّار، عن فخره واعتزازه بالتواجد على منصة واحدة إلى جانب قامات وطنية كبيرة مثل اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، واللواء أركان حرب الدكتور خالد فوده، مشيدًا بدورهما الوطني الكبير في خدمة مصر.
وأكد "الكسّار" أن نقابة المهندسين لا تكتفي بتقديم الدعم المهني والتقني لشباب المهندسين، بل تسعى بجدية لرفع وعيهم بالقضايا الوطنية، وفي مقدمتها الأمن القومي، من خلال تنظيم فعاليات وندوات تثقيفية يشارك فيها كبار القادة والخبراء.
وشدّد على أن النقابة ستظل منبرًا وطنيًا يسهم في بناء وعي حقيقي لدى الأجيال الجديدة، ويؤكد على دورهم كشركاء في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن.
وفي ختام كلمته قدّم الأمين العام المساعد التحية للجنة البيئة على نجاحها الدائم في تنظيم فعاليات مختلفة ومتنوعة يحضرها قامات وطنية ومهنية كبيرة تثري وتصقل الفكر والوعي بين المهندسين.
فيما أعربت الدكتورة منال متولي عن سعادتها بتنظيم هذه الندوة، التي شهدت حضور قامات رفيعة المستوى من الشخصيات الوطنية البارزة، مشيدة بالمكانة الكبيرة لكل من اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج- الخبير العسكري والمفكر الاستراتيجي، واللواء أركان حرب الدكتور خالد فودة صديق، لما لهما من سيرة حافلة بالعطاء في ميادين العمل العسكري والمدني، ودورهما المؤثر في خدمة الدولة المصرية.
وأكدت “متولي”، أن لجنة البيئة بالنقابة منفتحة على تنظيم المزيد من الندوات النوعية الهادفة إلى طمأنة المواطنين بشأن قضايا الأمن المائي والغذائي والاستراتيجي، لاسيما في ظل التحديات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
كما أشادت بالخطة الاستراتيجية التي وضعتها الدولة المصرية لتأمين احتياجاتها من الطاقة خلال الأزمات، مؤكدة أن هذه الخطط تُعد نموذجًا يُحتذى في التخطيط والاستعداد.
واختتمت كلمتها بتوجيه الشكر والتقدير لهيئة مكتب نقابة المهندسين على دعمها المتواصل لأنشطة وفعاليات لجنة البيئة، بما يسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الأمن القومي البيئي.
كما استعرض الدكتور إبراهيم المدني، البعد الإنساني والثقافي للواء أركان حرب الدكتور سمير فرج خلال مراحل حياته الشخصية والعسكرية، مشددًا على أنه سيظل محاربًا لا يستريح أبدًا في رحلة الحياه تعلمًا وتعليمًا وتبصيرًا وتنويرًا.
وفي محاضرته قال اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج "إن الأمن القومي بات مفهومًا شاملًا ومتجددًا، يتجاوز التعريفات التقليدية ليعكس قدرة الدولة على حماية كيانها ومصالحها من التهديدات الداخلية والخارجية"، مشيرًا إلى أن هذا المفهوم تطور ليرتبط بقوة الدولة الشاملة، التي تضم مكونات متعددة، أبرزها القوى الاقتصادية والسياسية والبشرية، إضافة إلى القوى الناعمة، والعناصر الثقافية والحضارية، وبالطبع القوة العسكرية، التي دخلت مؤخرًا في مرحلة جديدة من التحديات من خلال حروب الجيلين الرابع والخامس.
وأوضح "فرج"، في معرض حديثه أن الدولة الحديثة تواجه اليوم تهديدات مركبة تتنوع بين السياسية والاقتصادية والعسكرية والمعلوماتية، مؤكدًا ضرورة التعامل مع هذه التهديدات عبر منهج فكري وأمني متوازن.
وأضاف أن الأمن القومي المصري يستند إلى أربعة اتجاهات استراتيجية رئيسية، تشكّل محاور الرؤية الأمنية للدولة، مشيرًا إلى أن الاتجاه الشمالي الشرقي، وتحديدًا سيناء، ظل عبر التاريخ مصدرًا للتهديدات بدءًا من الغزاة القدماء وحتى اليوم.
وأشار إلى أن الاتجاه الغربي، من جهة ليبيا، بات يشكّل خطرًا حقيقيًا منذ سقوط نظام القذافي، نتيجة غياب الاستقرار وانتشار الميليشيات المسلحة، مما جعل هذا الاتجاه تحت المراقبة الدائمة من قبل الدولة المصرية، كما تناول التهديدات الآتية من الاتجاه الجنوبي، المرتبطة بأزمات السودان ودول حوض النيل، والتي تتعلق بشكل مباشر بالأمن المائي المصري، خاصة مع تزايد حدة النزاعات الداخلية في تلك المنطقة.
وأشاد "فرج" بالدور الكبير للقيادة السياسية الحكيمة والرشيدة في إدارة الأمور، والدور التاريخي في الوقوف ضد تصفية القضية الفلسطينية ورفض التهجير لشعب غزة.
واختتم محاضرته بالتأكيد أن إسقاط الدولة ليس ضروريًا بالمدافع والدبابات والطائرات، بل بهزيمة الشعوب وهو ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع والخامس، ومن أهم الأساليب التي تستخدم في هذه الحروب هي الكتائب الإلكترونية، والتي أصبحت الآن القوة الضاربة لقوة الحروب من خلال مجموعة من الحسابات الوهمية، وتدار من قبل عدد من الأشخاص للتحكم في مواقع التواصل الاجتماعي ونشر العديد من الشائعات والمعلومات المغلوطة، مشددًا على أن التوعية أهم أساليب التصدي لحروب الجيل الرابع والخامس.
وفي مداخلته أبدى اللواء خالد فودة استعداده لعقد ندوة مع لجنة البيئة لاستعراض جهود الدولة المصرية في حماية التراث.
