هل تساءلت يومًا متى كانت آخر مرة تعرضت فيها لحادث تصادم بسيط؟ بالنسبة لبعض السائقين، قد تمر سنوات دون أي حوادث، بينما يبدو أن آخرين محاطون بالمخاطر على الطريق بشكل دائم.
وإذا كنت ممن يسعون للابتعاد عن الحوادث، فإن مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس قد لا تكون الخيار الأمثل، حيث كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة التأمين الأمريكية "أولستيت" أن سائقي بوسطن هم الأكثر عرضة لحوادث التصادم في الولايات المتحدة.
متوسط الحوادث في بوسطن... الأسوأ على الإطلاق
أشارت الدراسة إلى أن متوسط عدد السنوات بين الحوادث لسكان بوسطن يبلغ 3.1 سنة فقط، وهي نسبة منخفضة جدًا مقارنة بالمتوسط الوطني الذي يبلغ 10.5 سنوات.
هذا يعني أن سائقي بوسطن معرضون لحادث كل ثلاث سنوات تقريبًا، وهو ما يعكس واقعًا مروريًا مليئًا بالتحديات والمخاطر اليومية.
لم تكن بوسطن وحدها في مرمى الاتهام، بل أظهرت الأرقام أن شمال شرق الولايات المتحدة عمومًا يعد من أكثر المناطق خطورة في القيادة.
فقد جاءت العاصمة واشنطن في المرتبة الثانية بمتوسط 3.9 سنة بين الحوادث، تلتها مدينة بالتيمور في ولاية ماريلاند بـ4.2 سنة، ثم ووستر بولاية ماساتشوستس بـ4.3 سنة، وسبرينجفيلد بنفس الولاية بـ4.6 سنة.
هذه البيانات تضع المدن الواقعة على الساحل الأطلسي في مقدمة المناطق التي تكثر فيها المطبات المرورية.
ورغم السمعة الأفضل التي يتمتع بها الساحل الغربي فيما يتعلق بالمرور، إلا أن مدنًا مثل لوس أنجلوس، وأوكلاند، وجلينديل في ولاية كاليفورنيا ظهرت ضمن أسوأ عشر مدن من حيث تكرار الحوادث.
ومع ذلك، تشير الدراسة إلى تحسن طفيف في هذه المدن مقارنة بنتائج دراسة مماثلة سابقة تعود لعام 2025، مما يعطي بصيص أمل في تحسن الوضع تدريجيًا.
على الجانب الآخر، تصدرت مدينة براونزفيل بولاية تكساس قائمة المدن الأكثر أمانًا في القيادة، حيث يبلغ متوسط المدة بين الحوادث فيها 14.2 عامًا، وهو ما يشير إلى وعي مروري ملحوظ أو بيئة قيادة أقل ازدحامًا وأكثر انضباطًا.
وجاءت مدينة بويز بولاية أيداهو في المرتبة الثانية بـ13.9 سنة، تليها فورت كولينز في كولورادو بـ13.4 سنة، ثم كاري في كارولاينا الشمالية بـ12.9 سنة، وأخيرًا مدينة لاريدو في تكساس بـ12.8 سنة.
تفتح هذه الدراسة الباب لتساؤلات حول ما إذا كانت البيئة المرورية في كل مدينة انعكاسًا لثقافة القيادة فيها، أو ما إذا كانت هناك عوامل أخرى كالبنية التحتية، حجم الزحام، أو حتى الظروف المناخية تلعب دورًا في تكرار الحوادث.
المؤكد أن بعض المناطق في أمريكا أصبحت أكثر خطورة على السائقين من غيرها، وهو ما يستدعي الانتباه والحيطة، خاصة لمن يفكر في الانتقال أو السفر بالسيارة إلى هذه المدن.
في النهاية، سواء كنت من سكان المدن المزدحمة أو تعيش في منطقة هادئة، فإن الحذر على الطريق لا غنى عنه.
تؤكد الأرقام أن بعض البلاد تحتاج إلى وعي مروري أكبر، وبنية تحتية أفضل، وقوانين أكثر صرامة للحد من الحوادث التي قد تودي بحياة البعض أو تؤدي لخسائر مادية جسيمة.