قال الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للأبحاث والدراسات في موسكو، إن روسيا لا تعوّل على مفاوضات إسطنبول المرتقبة مع أوكرانيا، واصفًا إياها بأنها "جزء من لعبة سياسية" تسعى موسكو من خلالها إلى الظهور بمظهر الطرف الساعي للسلام، بينما تستمر في تنفيذ استراتيجيتها العسكرية على الأرض.
وأوضح ملحم، في مداخلة مع الإعلامي همام مجاهد على قناة القاهرة الإخبارية، أن موسكو تشارك في المفاوضات رغم قناعتها بعدم جدواها، وذلك بهدف إقناع المجتمع الدولي بأنها منفتحة على الحلول السياسية، في حين تُصعّد ميدانيًا وتزيد من الضغوط على الحكومة الأوكرانية في كييف.
وقف إطلاق النار يتطلب تدخلًا دوليًا ضخمًا
وأشار ملحم إلى أن فرض وقف شامل لإطلاق النار غير ممكن عمليًا في ظل الظروف الراهنة، حيث يتطلب الأمر إرسال أكثر من 500 ألف جندي دولي لمراقبة تنفيذه، وهو ما يجعل من المقترح غير واقعي.
واعتبر أن موسكو تستخدم ملف المساعدات الإنسانية كأداة ضغط سياسية، عبر تسليط الضوء على تناقضات الجانب الأوكراني في أعداد القتلى والمفقودين، بهدف تشويه صورة القيادة الأوكرانية داخليًا.
زعزعة ثقة الأوكرانيين في زيلينسكي
وأكد مدير مركز الأبحاث الروسي أن موسكو تعتقد أن نشر أعداد القتلى في صفوف الجيش الأوكراني سيضعف ثقة الشارع الأوكراني في الرئيس زيلينسكي، ويزيد من الضغط على ميزانية الدفاع الأوكرانية، مشيرًا إلى أن تعويضات القتلى تُمنح فقط بعد إثبات الوفاة، ما يضع قضية المفقودين في دائرة الجدل والتأزيم.
وفي سياق تحليله للمواقف الدولية، أوضح ملحم أن روسيا تسعى إلى الفصل بين علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة والحرب الجارية في أوكرانيا، رغم ما وصفه بـ"الضغوط الأميركية المتزايدة من أجل التهدئة".
وأشار إلى أن واشنطن لا تملك نفوذًا كافيًا لإلزام شركائها الأوروبيين بمسار موحد، ما يُضعف قدرتها على فرض حلول سياسية على الأرض.