قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

التوحد الافتراضي.. أزمة صحية جديدة تهدد الأطفال بسبب الشاشات

التوحد الافتراضي
التوحد الافتراضي

يحذر الأطباء وخبراء الصحة النفسية من تنامي ظاهرة جديدة تُعرف باسم "التوحد الافتراضي"، وهي حالة آخذة في الانتشار بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وتسع سنوات، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة لا يعود إلى العوامل الوراثية، بل إلى الإفراط في استخدام الشاشات الإلكترونية، في ظل تراجع التفاعل الاجتماعي الواقعي، وذلك وفقًا لما نشره موقع تايمز ناو.

ما هو التوحد الافتراضي؟

التوحد الافتراضي هو حالة نمائية مؤقتة تتسم بسلوكيات شبيهة باضطراب طيف التوحد، وتظهر لدى الأطفال نتيجة التعرض المفرط للشاشات في مراحل النمو المبكرة، بدلاً من التواصل واللعب والتفاعل مع العالم الحقيقي، يقضي كثير من الأطفال وقتاً طويلاً أمام الهواتف الذكية، الحواسيب، والتلفاز، مما يضعف تطورهم اللغوي والاجتماعي والانفعالي.

أبرز الأعراض والمؤشرات
 

تتمثل أبرز العلامات التي قد تشير إلى إصابة الطفل بالتوحد الافتراضي في :

تأخر في تطور الكلام أو مفردات لغوية محدودة
تجنب التواصل البصري
قصر فترات التركيز والانتباه

ضعف في التفاعل الاجتماعي أو الانسحاب من اللعب الجماعي
نوبات غضب متكررة وصعوبة في تنظيم المشاعر

عدم الاستجابة للأوامر أو صعوبة في فهم التعليمات

ويشير الأطباء إلى أن هذه الأعراض غالباً ما تظهر في البيئات التي يغيب فيها التفاعل الوجهي والمشاركة الاجتماعية النشطة.

الفرق بين التوحد الافتراضي واضطراب طيف التوحد

رغم التشابه في بعض الأعراض، إلا أن الفرق الجوهري بين الحالتين يكمن في الأسباب والنتائج.

فاضطراب طيف التوحد (ASD) هو اضطراب نمائي عصبي مزمن، غالباً ما يكون ذا منشأ وراثي أو عصبي، ويُشخص بناءً على معايير طبية محددة، ويتطلب دعماً متخصصاً طويل الأمد.

أما التوحد الافتراضي، فيُعتبر حالة مكتسبة ومؤقتة، تنشأ بسبب سلوكيات بيئية مثل الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، ويمكن علاجها عبر تقليل وقت الشاشة وزيادة التفاعل الاجتماعي الواقعي.

هل يمكن علاج التوحد الافتراضي؟

الخبر السار هو أن التوحد الافتراضي ليس حالة دائمة. يؤكد الخبراء أن معظم الأطفال المصابين يمكنهم إظهار تحسن كبير عند إجراء تغييرات بيئية وسلوكية، تشمل:

تقليل وقت استخدام الشاشات إلى الحد الأدنى المناسب للفئة العمرية

تعزيز اللعب التفاعلي والأنشطة البدنية مع الأقران

تشجيع المحادثات والقراءة والأنشطة الإبداعية

قضاء وقت أكبر مع الأسرة بعيداً عن الأجهزة الرقمية

دعوة للتحرك

يحذر الأطباء من أن التهاون مع هذه الظاهرة قد يؤدي إلى أضرار طويلة الأمد على صحة الأطفال النفسية والاجتماعية، ويطالبون بضرورة توعية الأهالي بخطورة التعرض المطول للشاشات في سنوات الطفولة المبكرة، وضرورة تعزيز أساليب التربية التي تركز على التفاعل الإنساني والعلاقات الواقعية.