سلطت الإعلامية سهير جودة الضوء على واحدة من القضايا الأسرية التي أصبحت حاضرة بقوة في كثير من البيوت المصرية، وهي تداخل الأدوار بين الزوجين، وتأثير هذا التداخل على شكل العلاقة الأسرية، واستقرارها، ونظرة كل طرف لما يقدمه الآخر داخل المنزل.
وروت جودة قصة حقيقية خلال تقديمها برنامج "الستات" المذاع عبر قناة النهار لسيدة شاركت تجربتها مع الجمهور، قالت فيها إنها كثيرًا ما كانت تواجه أسئلة استخفافية من زوجها، مثل:"هو إنتي بتتعبي من إيه؟"، "إنتي بتعملي إيه أصلاً؟"
وأوضحت السيدة أنها لم تكن ترد، ليس لأنها مقتنعة، بل لأنها سئمت الشرح، مؤكدة أن هناك تفاصيل كثيرة تمر دون أن يلاحظها أحد، مثل الطعام المُعدّ بعناية، ترتيب المنزل، والاهتمام اليومي بكل صغيرة وكبيرة، وهي أمور لا تُرى لكنها تصنع الفارق.
وأشارت السيدة إلى أنها، في لحظة ضيق، قررت التوقف عن أداء كل واجباتها لعدة أيام، دون سابق إنذار. لم تطبخ، لم تنظف، ولم تهتم بأي شيء في المنزل، فبدأ الزوج يشعر بالاختلاف وسألها:"مالك سايبة الدنيا كده؟"
لتجيبه ببساطة: "مش أنت بتقول إني مش بعمل حاجة؟"
حينها فقط أدرك حجم ما كانت تقوم به، واعتذر. لكنها ختمت قصتها بجملة مؤثرة:
"اللي اتكسر مش بيتصلّح، والكلام اللي بيتقال باستخفاف بيفضل جوا ومش بيتنسي."
طرحت سهير جودة سؤالًا عميقًا: "هل تداخل الأدوار داخل الأسرة يعيد تعريف المسؤولية والعدالة، أم يجعل كل شخص في حاله، غير مدرك لما يفعله الطرف الآخر؟ ولماذا ننتظر لحظة الانفجار حتى نشعر بالآخر؟ ولماذا يُفسَّر الصمت دائمًا على أنه راحة أو سهولة؟"
وشددت جودة على أن المنزل ليس استراحة بالنسبة للمرأة كما يعتقد البعض، بل هو مساحة عمل متواصلة، حيث تقوم المرأة بأكثر من مهمة في وقت واحد، وتتحمل مسؤوليات كبيرة دون توقف لكن في ظل غياب التقدير والمشاركة، تتحول المسؤوليات إلى عبء نفسي، وقد تتسبب في شرخ يصعب ترميمه في العلاقة الزوجية.