قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن من يبرر عدوان الكيان الصهيوني أو يُحسِّن صورته أمام العالم، هو في الحقيقة شريك في جريمة تاريخية لن تُنسى، ووصمة عار ستلاحقه في كتب التاريخ.
وأضاف "الورداني"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، أن هذه المظلَمة التاريخية تفوق كل المحارق والمجازر، وسيُكتب في التاريخ أن هناك من انتسبوا للإسلام فشاركوا في هذا العار.
وتابع الدكتور عمرو الورداني "ستظل الدماء تقطر من وجه الكيان، وكل من غسل وجهه من هذه الدماء بأي تبرير أو دعم، حمل على جبينه وصمة هذا القبح".
الورداني: السوشيال ميديا تحوّلت من وسيلة للتواصل إلى أداة لهدم العلاقات
وانتقل الدكتور عمرو الورداني إلى الحديث عن خطر السوشيال ميديا، معتبرًا أنها تحوّلت من وسيلة للتواصل إلى أداة لهدم العلاقات، ونشر الشائعات، وتشويه القيم، وزرع الشك في الدين والعدمية في الأخلاق.
وقال أمين الإفتاء "السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه دائمًا: هل تمسك هاتفك بيد واعية أم بيد تائهة؟"، مشيرًا إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في المحتوى، بل في التسلل البطيء للمفاهيم الهدّامة التي تفرغ الوعي من محتواه، وتنشر الفردانية المفرطة والأنانية في العلاقات.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء أن هناك نوعًا جديدًا من الإرهاب يُسمى "إرهاب تفريغ الوعي"، وهو ما يظهر في المحتويات التي لا تبدو ضارة للوهلة الأولى، لكنها تزرع التشكيك وتفتت الانتماء وتدمر الإنسان من الداخل.
وشدد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن "شاشة صغيرة قد تكون أخطر من قنبلة، وأن كلمة واحدة قد تهوي بالمرء إلى هاوية لا يرى لها بأسًا". واستشهد بقول النبي ﷺ: “إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يُلقي لها بالاً، يهوي بها في النار سبعين خريفًا.”
واختتم الدكتور عمرو الورداني "السوشيال ميديا يمكن أن تكون منبرًا للقيم، ومنصة لإحياء الوعي وبناء الإنسان، إذا أحسنا استخدامها وضخّينا فيها حملات إنسانية وفكرية تصل إلى قلوب الشباب، بدلًا من أن نتركها فراغًا يلتهمهم".