أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن التعامل مع التراث يحتاج إلى تمييز واضح بين المقدس والفهم البشري لهذا المقدس، مشددًا على أن المقدس المتمثل في القرآن الكريم وسنة النبي صلى لله عليه وسلم لا علاقة له بما قد نعيشه من تأخر أو جهل أو تخلف، فهذه أمور لها أسباب أخرى بعيدة عن النصوص المقدسة.
الدكتور شوقي علام: التراث ينبغي أن يقتصر على فهم النصوص الشرعية
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن التراث، وفق الدراسات المعاصرة، ينبغي أن يقتصر على فهم النصوص الشرعية، وهو فهم بُني على قواعد ومناهج وأصول منضبطة، لا على الأهواء أو الرغبات، مؤكدًا أن هذا الفهم كان دائمًا مرتبطًا بزمانه ومكانه وأحوال الناس في عصره.
وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن من الخطأ نقل الفتاوى أو الأحكام المرتبطة بواقع سابق بكل تفاصيله إلى زمن لاحق مختلف في ظروفه وسياقاته وثقافته، مشددًا على أن ما يجب نقله هو الأصول والقواعد والمنهجية التي اعتمد عليها العلماء في إصدار تلك الفتاوى.
وضرب الدكتور شوقي علام، مثالًا بفتاوى علماء مثل ابن حجر العسقلاني، والإمام السيوطي، والشيخ محمد المهدي العباسي، مبينًا أن كثيرًا من الفتاوى القديمة، خاصة في مجال المعاملات والعادات، لم يعد لها مجال للتطبيق اليوم، بينما تبقى الفتاوى المتعلقة بالعبادات والأخلاق والعقائد أكثر قابلية للاستمرار.
وأكد مفتي الجمهورية السابق على أن الأهم من نص الفتوى القديمة هو معرفة المنهج الذي وصل به العالم إلى حكمه، لأن هذا المنهج هو الذي يمكن الاستفادة منه ونقله للأجيال اللاحقة.