قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. هبة عيد تكتب: على جسر الثقة نمضي

د. هبة عيد
د. هبة عيد

الثقة هي حجر الأساس في كل علاقة إنسانية ناجحة، وهي الجسر الذي نخطو عليه لنصل إلى التفاهم والاحترام المتبادل. وتبدأ الثقة من داخل الإنسان، حين يؤمن بقدراته ويقدر ذاته، قبل أن تمتد للآخرين. فمن الصعب أن تمنح ما لا تملكه، فمن لا يثق بنفسه لن يستطيع أن يكون جديرًا بثقة غيره.

بناء الثقة بالنفس ليس أمرًا يحدث بين ليله وضحاها، بل هو عملية تراكمية تبدأ من احترام الذات، والالتزام بالقيم، والوفاء بالوعود التي نقطعها على أنفسنا قبل غيرنا. فهي تعني أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نعرف نقاط قوتنا وضعفنا، ونسعى جاهدين للتطور المستمر.

أما كسب ثقة الآخرين، فهو رحلة تحتاج إلى الصبر والاتساق بين القول والفعل. الناس لا يثقون بالكلمات بقدر ما يثقون بالأفعال، ولا يقتنعون بالوعود بقدر ما يقتنعون بالوفاء بها. التواضع، والصدق، والإخلاص في التعامل هي مفاتيح تجعل الآخرين يفتحون لك قلوبهم ويضعون ثقتهم بين يديك.

وهنا يأتي دور حسن الظن، الذي يخفف من قسوة الحياة ويجعل علاقاتنا أكثر دفئًا وإنسانية. فحسن الظن ليس سذاجة، بل هو اختيار واعٍ لرؤية الخير قبل الشر، ومنح الفرصة قبل الحكم. وحين نحسن الظن، فإننا نمنح الآخرين مساحة ليكونوا على أفضل ما عندهم، ونمنح أنفسنا راحة البال. لكن مع ذلك، يظل الحذر مشروعًا حتى لا ننكسر أمام من لا يقدر هذه النعمة.

الثقة وحسن الظن وجهان لعملة واحدة، لا يكتمل أحدهما دون الآخر. الثقة تمنح العلاقات قوتها، وحسن الظن يمنحها روحها. لكننا نتعلم مع الوقت أن نوازن بينهما، وأن ندعو الله دائمًا: "اللهم لا تصدمنا  بمن أحسنا الظن بهم، فقد اكتفينا".

وعلى جسر الثقة نمضي، ونحن نعلم أن الرحلة قد تكون مليئة بالتحديات، لكننا نحمل في قلوبنا يقينًا أن الصدق والوفاء سيقودنا إلى ضفة الأمان، حيث العلاقات النقية التي تبنى على الإخلاص والاحترام، وتبقى صامدة أمام رياح الأيام.