قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ملتقى ريميني يخصص فعاليات يومه الثاني للصراع في السودان وشهداء الجزائر

خلال الفعاليات
خلال الفعاليات

منذ اندلاع النزاع الأهلي في 15 أبريل 2023، انزلق السودان في دوامة عنفٍ أوقعت أعدادًا مروعة، حيث أسفر عن نزوح أكثر من 14 مليون داخليًا، و4 ملايين لاجئ، وما لا يقل عن 150 ألف ضحية، وهو رقمٌ يُعتبر أقل من الواقع إلى حدٍ كبير، ويعيش نصف السكان، أي ما يقارب 25 مليون نسمة، في ظروفٍ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.

وخصصت نسخة 2025 من ملتقى ريميني للصداقة جلسة للأزمة في السودان، حيث أدارت النقاش ألدا كابيليتي، كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية في منظمة إنترسوس، التي أوضحت على الفور مركزية الأزمة قائلةً: "السودان ليس بلدًا بعيدًا، بل هو واقعٌ يُشكّل تحديًا لنا عن كثب، وله تداعياتٌ إقليمية وعالمية".

الصراع، الذي يضع القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان في مواجهة قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، ليس، كما أوضحت المحللة إيرين بانوزو، "صراعًا انبثق من العدم بين جنرالين متنافسين".

تعود جذور هذه الحرب إلى عقود من سوء الحكم في ظل نظام عمر البشير، الذي سلّح وشرّع ميليشيات الجنجويد، التي تطورت لاحقًا إلى قوات الدعم السريع.

وأكّد بانوزو أن الحرب تُغذّيها "اختلالات اقتصادية حادة، والسيطرة على مناجم الذهب، ودور قوى إقليمية مثل الإمارات والسعودية، والانقسامات العرقية والإقليمية التي تُميّز تاريخ السودان".

ووصفت فاليري غوارنييري، المديرة التنفيذية المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي، الكارثة الإنسانية بشكل دراماتيكي قائلةً: "يعيش نصف السكان في ظروف انعدام أمن غذائي حاد. في دارفور، المجاعة واقعٌ قائمٌ بالفعل. لقد شهدنا قصف قوافل المساعدات بطائرات مُسيّرة، ومقتل سائقين، وعزل مدن مثل الفاشر وحصارها. يُجبر الناس على أكل القمامة أو لحوم الحيوانات الأليفة لمجرد البقاء على قيد الحياة".

ندد غوارنييري بنقص التمويل المزمن والعقبات التي تحول دون وصول المساعدات، لكنه جدد التزامه الميداني قائلاً: "نتمكن من الوصول إلى 4 ملايين شخص شهريًا، لكن هذا ليس كافيًا. التعبئة العالمية ضرورية: لا يمكننا ترك السودان في الظل".

يتجاوز تأثير الأزمة الحدود الوطنية، كما أكد ميشيل مورانا، رئيس الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في أديس أبابا: "السودان ليس مجرد بلد في حالة حرب، بل هو أزمة إقليمية تزعزع استقرار إثيوبيا وجنوب السودان وتشاد". على الرغم من الصعوبات، تُواصل الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي تنفيذ 16 مشروعًا قيد التنفيذ بقيمة 61 مليون يورو.

من جانبه، أكد ماركو روسكوني، مدير الوكالة الإيطالية للتعاون الدولي، التزام إيطاليا قائلاً: "يظل السودان بلدًا ذا أولوية للتعاون الإيطالي. الأمر لا يقتصر على التدخلات الطارئة، بل يتعلق بتعزيز أسس مستقبل يسوده السلام والتنمية".

وأشاد روسكوني بقوة المنظومة الإيطالية، المكونة من مؤسسات ومنظمات غير حكومية وهيئات تبشيرية ومنظمات المجتمع المدني، وقدرتها على "التواجد حيث يتراجع الآخرون".

وكان النداء الختامي بالإجماع: لا بد من تحرك إعلامي وسياسي فوري، حيث أشار بانوزو إلى أن "السودان يُعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ومع ذلك لا تُسلط عليها الأضواء".

واختتمت الجلسة بنداء قوي من فاليري غوارنييري: "المساعدات حيوية، لكنها ليست كافية. نحن بحاجة إلى حل سياسي، ونحتاجه الآن. الشعب السوداني لا يطيق الانتظار".

شهداء الجزائر 
كما خصص الملتقى جلسة للإرث الثلاثي لشهداء الجزائر التسعة عشر المباركين الذين سقطوا خلال الحرب الأهلية في التسعينيات، والذي برز بقوة في لقاء عُقد ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى ريميني.

شهد الجلسة، الذي أداره لورينزو فازيني من دار النشر الفاتيكانية، مداخلات للكاردينال جان بول فيسكو، رئيس أساقفة الجزائر؛ ونجية كبور، أستاذة مسلمة في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية؛ والأخت لورديس ميغيلز ماتيلا، شاهدة على تلك السنوات؛ والأب توماس جورجيون، مُطالب دعوى التطويب.