يترقب ملايين المصريين إجازة المولد النبوي الشريف 2025، باعتبارها واحدة من أهم المناسبات الدينية التي تحمل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وكونها آخر الإجازات الرسمية في النصف الثاني من العام الجاري. ويأتي الاحتفال بهذه الذكرى المباركة تجسيدًا لعظمة الحدث الذي أشرق فيه نور الهدى على البشرية بمولد سيد الخلق محمد ﷺ، حيث تمتلئ المساجد بالابتهالات، وتقام الفعاليات الدينية والثقافية في مختلف أنحاء البلاد.
وحسب أجندة العطلات الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية، فإن إجازة المولد النبوي لهذا العام ستكون يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، الموافق 12 ربيع الأول 1447 هـ، وتُمنح عطلة مدفوعة الأجر للعاملين في القطاعين الحكومي والخاص، على أن تشمل الإجازة الوزارات والمدارس والهيئات العامة.
و أكدت دار الإفتاء المصرية أن ذكرى المولد تمثل "إطلالة الرحمة الإلهية على البشرية"، مشيرة إلى أن وجود النبي ﷺ كان رحمة للعالمين، وأن رسالته امتدت لتشمل الإنسانية جمعاء عبر العصور، ولم تقتصر على أهل زمانه فقط.
وفي هذا السياق، أعلنت دار الإفتاء عن ثبوت رؤية هلال شهر ربيع الأول، وبذلك يكون السبت هو المتمم لشهر صفر 1447 هـ، والأحد هو غرة شهر ربيع الأول لعام 1447 هـ.
وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قد كشف مسبقًا عن بداية الشهر الفضيل استنادًا إلى الحسابات الفلكية التي أجراها معمل أبحاث الشمس بالمعهد. وأوضح الدكتور طه رابح، رئيس المعهد، أن هلال ربيع الأول وُلد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة التاسعة والدقيقة الثامنة صباحًا بتوقيت القاهرة المحلي الصيفي، يوم السبت الموافق 23 أغسطس 2025 (29 صفر 1447 هـ)، وهو يوم الرؤية الشرعية.
وأضاف رابح أن الهلال الجديد سيبقى في سماء مكة المكرمة والقاهرة لمدة 15 دقيقة بعد غروب شمس ذلك اليوم، بينما يتراوح بقاؤه في سماء باقي محافظات الجمهورية بين 15 و16 دقيقة، كما يُرى في عدد من العواصم والمدن العربية والإسلامية لمدة تتراوح بين 7 و21 دقيقة بعد غروب الشمس.
وأشار رئيس المعهد إلى أنه طبقًا للحسابات الفلكية سيكون يوم الأحد الموافق 24 أغسطس 2025 هو أول أيام شهر ربيع الأول لعام 1447 هـ فلكيًا، وهو ما يتوافق مع الرؤية الشرعية التي أعلنتها دار الإفتاء.
حكم شراء حلاوة المولد والتهادي بها
أوضحت دار الإفتاء المصرية موقفها الشرعي من شراء هذه الحلوى والتهادي بها، وذلك ردًا على التساؤلات المطروحة حول مدى مشروعيتها، خاصة مع ظهور آراء متشددة تعتبرها بدعة أو حتى أصنامًا يحرم تناولها أو المشاركة في شرائها.
وأكدت دار الإفتاء عبر فتوى منشورة على موقعها الرسمي أن شراء الحلوى في المولد النبوي والتهادي بها أمر جائز شرعًا، بل مستحب ومندوب إليه، لما فيه من إظهار المحبة والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مشددة على أن ذلك لا يمت بصلة إلى البدع المذمومة أو الأباطيل التي يروّجها البعض.
وأوضحت أن علماء الأمة قد نصوا على استحباب إظهار مظاهر الفرح والسرور بذكرى المولد الشريف بشتى الوسائل المشروعة، ومن بينها الاجتماع وإطعام الطعام وتبادل الهدايا.
نقلت دار الإفتاء عن الحافظ السيوطي في كتابه حسن المقصد في عمل المولد المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي قوله: "فيستحب لنا أيضًا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات".