أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمته المسائية اليوم الثلاثاء، أن تركيا، ودول الخليج، وبعض الدول الأوروبية قد تكون جاهزة لاستضافة محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بهدف التوصل إلى وقف الحرب المستمرة منذ نحو نصف عام، وفق وكالة أنباء رويترز.
وأكد زيلينسكي أن اتصالات مع هذه الدول ستبدأ خلال الأسبوع الجاري لتنسيق الاستضافة المحتملة للمفاوضات، مشدّدًا على أن أوكرانيا مستعدة من جميع النواحي لإنهاء النزاع.
في السياق نفسه، ذكر أن رئيس مكتبه، أندري يرمك، ورئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني يزوران قطر لبحث التفاصيل مع وزير الدفاع القطري، وهو ما يعكس سعي أوكرانيا الحثيث لتأمين تحرك دبلوماسي واسع النطاق، حسب رويترز
وبيّن زيلينسكي أيضاً أن التقدم في هذه المبادرة يتوقف على وجود تنسيق فعّال مع الشركاء، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن استمرار المسار الدبلوماسي يتطلب تقديم العالم تضغطًا قويًا على روسيا، عبر عقوبات صارمة وتعرفة إضافية
ومع ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لا جدول أعمال جاهز حتى الآن لعقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي، مما يضع شروطًا مسبقة لم تُتحقق بعد ، وفقا لوكالة رويترز
تشير هذه التطورات إلى مرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي لأوكرانيا، حيث تسعى للحوار المباشر مع روسيا عبر مسارات متعددة، وفي أماكن محايدة تلعب دور الوسيط. وتتمثل هذه الخطوة في انتهاج طريق متعدد الأطراف لاستعادة الاستقرار.
وتظهر تركيا، بعلاقاتها المتوازنة مع الطرفين، كأحد أبرز المحاور الممكنة للاستضافة، شأنها في ذلك مثل سواها من دول الخليج ذات النفوذ والدول الأوروبية القادرة على توفير بيئة تفاوضية سلمية وحيادية.
في المقابل، موقف موسكو، كما عبّر عنه لافروف، يشير إلى أن الباب لم يُغلق تمامًا، لكنه يُبقي على شروط مسبقة لم تتحقق بعد، مما يعني أن الصفقة الدبلوماسية ما تزال قيد التهيئة.
ويطرح زيلينسكي مبادرة مهمة بفتح الباب أمام محادثات مباشرة محتملة مع بوتين، معتمدًا على دعم دول وساطة مثل تركيا ودول الخليج وأوروبا. لكن هذه الجهود تتوقف على إعداد لوجستي وسياسي دقيق، بما في ذلك الضغط الدولي المنسق والتأكد من جدية الطرف الروسي في التفاوض.