نظمت وزارة الثقافة، من خلال ملتقى الهناجر الثقافي الشهري، الذي يقيمه قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، ندوة بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتأثيره في حياتنا"، مساء السبت، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور.
أدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد، مدير ومؤسس الملتقى، التي أكدت في كلمتها أن موضوع الذكاء الاصطناعي يعد من أهم الموضوعات المطروحة محليًا وإقليميًا ودوليًا، وأن مناقشته تحتاج إلى أكثر من لقاء، مشيرة إلى أنه يمثل مستقبل الحياة على كوكب الأرض. وأضافت أن الهاجس الأكبر هو كيفية حماية الخصوصية من هذا "المارد" الذي اخترق كل مجالات الحياة، مؤكدة أن الدولة المصرية تنبهت مبكرًا لهذه التحديات وبدأت في بناء قدراتها بما يتوافق مع النظم العالمية واحتياجات سوق العمل.
الذكاء الاصطناعي والبدايات العسكرية
تحدثت الدكتورة غادة عامر، عميد كلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقًا وزميل كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية، عن البدايات العسكرية للذكاء الاصطناعي، مؤكدة أنه ظهر منذ عام 1948، عقب الحرب العالمية الثانية، واستخدمته بعض الدول لإسقاط أخرى. وشددت على ضرورة تعليم هذه التقنية وتوظيفها لخدمة الفرد والمجتمع، لافتة إلى أن مصر تسعى لامتلاك كوادر وأدوات تؤمن نفسها في هذا المجال.
من "شات جي بي تي" إلى الروبوت الزراعي
أما الدكتور أيمن دياب، عميد كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة MSA، فأشار إلى أن الفرد العادي بدأ في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي في حياته اليومية، موضحًا أنه أصبح "إلزامًا وذاكرة أساسية في خريطة الدول". واستعرض تجربة مصرية في تطوير روبوت قادر على كشف الأمراض في النباتات ورش المبيدات، مؤكدًا أن المستقبل ملك لمن يصنعه، وأن مصر قادرة على المنافسة.
غياب البصمة الإبداعية
وعرض الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب المقارن بجامعة القاهرة، تجربته مع شات جي بي تي في كتابة قصة قصيرة، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على نصوص مسبقة ولا يمتلك بصمة إبداعية كالإنسان. وأكد أن الإبداع الأدبي يظل حكرًا على الموهبة الإنسانية، مرحبًا في الوقت ذاته بقرار تدريس مادة الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانوية.
الفكر الإنساني في مواجهة التقنية
من جانبه، شدد الأديب والمفكر ماجد طوبيا، عضو مجلس النواب السابق، على أن الفكر الإنساني يظل هو الأساس، وأن الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تصوغ ما يقدمه الإنسان. لكنه حذر من الاعتماد المفرط عليه، لأنه قد يؤدي إلى فقدان الهوية والاتجاهات الشخصية، داعيًا إلى توظيفه بما يحقق الأفضل والأصلح.
توصيات الملتقى
واتفق المشاركون في ختام النقاش على خطورة "إدمان الإلكترونيات"، حيث تؤثر الأجهزة على إفراز الهرمونات في الجسم، وأكدوا أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي قد يعرض الإنسان لأمراض مثل الزهايمر. وأوصوا بضرورة نشر الوعي المجتمعي حول الاستخدام المتوازن لهذه التقنية، من خلال تضافر جهود جميع المؤسسات.
فقرات فنية
تخلل الملتقى باقة من الفقرات الغنائية الوطنية والشعبية، قدمتها فرقة كورال هنغني بقيادة المايسترو الدكتور صلاح مصطفى، حيث تغنت بأغنيات خالدة مثل "مصر تتحدث عن نفسها"، و*"مصر هي أمي"*، إلى جانب أعمال من تراث محمد فوزي وعبد الحليم حافظ والفلكلور الصعيدي.