أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، عزمه منح محاميه السابق وعمدة نيويورك الأسبق رودي جولياني وسام الحرية الرئاسي، أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية.
وجاء إعلان ترامب بعد أيام من تعرض جولياني لحادث سير في ولاية نيو هامبشاير خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن".
وأكد ترامب في بيان: "بصفتي رئيساً للولايات المتحدة، يسعدني أن أعلن أن رودي جولياني، أعظم عمدة في تاريخ نيويورك ورجل وطني عظيم، سيحصل على وسام الحرية الرئاسي. وسيُعلن لاحقاً عن موعد ومكان الاحتفال"، مشيداً بما اعتبره "إرثاً وطنياً" لجولياني.
ويُعرف جولياني بلقب "عمدة أمريكا"، بعدما قاد نيويورك خلال أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث اعتُبر حينها رمزاً للتماسك الوطني. غير أن مسيرته اللاحقة شابتها تعقيدات قانونية ومالية، خصوصاً بعد انتخابات 2020، حين لعب دوراً محورياً في مساعي ترامب للطعن بنتائجها، ما جعله عرضة لدعاوى قضائية وتحقيقات متعددة.
ويأتي تكريم جولياني في توقيت حساس، إذ يُنظر إليه على أنه محاولة من ترامب لإعادة الاعتبار إلى أحد أبرز رجاله السياسيين والقانونيين، في ظل حملته الانتخابية الرئاسية لعام 2024، ولإرسال رسالة سياسية إلى أنصاره بأن الوفاء لمن وقفوا معه لن يذهب سدى.
من جهة أخرى، يرى محللون أن منح وسام الحرية لشخصية مثيرة للجدل مثل جولياني قد يعمّق الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي، خصوصاً أن الوسام عادة ما يُمنح لشخصيات تحظى بإجماع وطني في مجالات السياسة والفن والعلم. ومع ذلك، فإن الخطوة تعكس نهج ترامب القائم على كسر التقاليد السياسية، وتحويل التكريمات إلى أدوات سياسية تخدم مشروعه الانتخابي.
ويؤكد مراقبون أن الاحتفاء بجولياني رغم أزماته القانونية يمثل تحدياً لخصوم ترامب ورسالة واضحة بأن الأخير مستعد لاستخدام كل الوسائل الرمزية لتعزيز حضوره في المشهد السياسي، وربط إرثه الرئاسي برموز ارتبطت باسمه خلال العقود الماضية.