مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، تتجدد الأسئلة حول العادات والسنن المرتبطة بهذه المناسبة المباركة، ومنها عادة قراءة المولد النبوي وما يصاحبها من إنشاد ومدائح.
هذا التساؤل طرحه البعض على دار الإفتاء المصرية التي أوضحت الحكم الشرعي في ذلك.
أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن المسلمين اعتادوا منذ القرن الرابع والخامس الهجري على إحياء ليلة المولد النبوي بوجوه متعددة من الطاعات، مثل الصيام والقيام وتلاوة القرآن وذكر الله تعالى، وكان من أبرزها اجتماع الناس لقراءة كتب المولد الشريف التي تتناول قصة مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكدت الدار أن قراءة المولد ومدائح النبي صلى الله عليه وآله وسلم عُرفت في كتب كبار المؤرخين والعلماء مثل الحافظ ابن الجوزي، وابن دحية، وابن كثير، وابن حجر، والسيوطي، وغيرهم ممن أقروا بمشروعيتها ودوّنوا ذلك في مؤلفاتهم.
كما بيّنت أن جماهير العلماء قديمًا وحديثًا أجمعوا على استحباب قراءة المولد، واعتبروه من القربات المشروعة التي تُظهر محبة النبي وتُحيي ذكره، مشيرةً إلى أن العديد من الفقهاء والمحدثين خصصوا مؤلفات مستقلة في هذا الباب، تضمنت نصوصًا وسيرًا تصف مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحداث قدومه الشريف من البداية إلى النهاية.
هل احتفل الصحابة بمولد النبي
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مضمونة:"قالوا هل أنتم أشدُّ حبًّا للنبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة حتى تحتفلوا بالمولد مع أنهم لم يحتفلوا به وهم أكثر الناس حبًّا للنبي؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: إن محبة النبي فرض ولا يكمل إيمان العبد إلا بها، ولا يستطيع أحد أن يزايد على غيره في محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتلك المحبة شعور قلبي يترجم عنه السلوك، وهذا السلوك يختلف من شخص لآخر، وَلِكُلٍّ التعبير عن ذلك بما يوافق الشرع الشريف؛ ومن سلوك المحبين تذكُّر المحبوب في ذاته، فإذا كان المحبوب هو النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم، كان تذكُّرُه عبادةً يؤجر المرء عليها.
وأشار الى انه شرع لنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنس تذكر النبي والفرح به؛ ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني أنه خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ وَهُمْ جُلُوسٌ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَنُمَجِّدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ، قَالَ: «اللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟» قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ».