لم يتخيل أحد أن رحلة نقل مريض من مستشفى العديسات إلى مستشفى الكرنك الدولي بمحافظة الأقصر ستتحول إلى لحظات فارقة، أشبه بسباق مع الزمن بين الموت والحياة. المريض الذي كان يعاني من جلطة بالقلب ومشاكل رئوية حادة، وجد نفسه فجأة في مواجهة توقف كامل بعضلة القلب وهو داخل سيارة الإسعاف.
في تلك اللحظة الحرجة، تولى الدكتور محمد جمال طبيب القلب مهمة الإنقاذ بمساندة المسعف وليد صلاح. المشهد داخل سيارة الإسعاف لم يكن عاديًا؛ أصوات الأجهزة ترصد توقف النبض، نظرات القلق تملأ المكان، والوقت يمر كالسيف. لكن الطبيب لم يتردد لحظة، إذ بدأ على الفور بتركيب أنبوبة حنجرية لفتح مجرى الهواء، تلاها إنعاش قلبي رئوي مكثف وسط أجواء متوترة.
كانت الدقائق تمر ببطء شديد، كأنها ساعات طويلة، بينما الجميع يترقب النتيجة. ومع كل ضغطة على صدر المريض، كان هناك صراع صامت بين الأمل واليأس.
المسعف وليد صلاح وقف بجانب الطبيب بكل إخلاص، يدعمه في كل خطوة، يراقب الأجهزة بعين، وفجأة، وبينما كان التوتر يسيطر على الأجواء، التقطت الأجهزة أول إشارة ضعيفة لعودة النبض.
لحظة تحولت إلى انفجار من الفرحة الصامتة داخل السيارة؛ تنفّس الطبيب بارتياح، والمسعف أطلق نظرة امتنان، والمريض بدأ يستعيد وعيه شيئًا فشيئًا، وكأن الحياة عادت إليه من جديد.
مع وصول السيارة إلى مستشفى الكرنك الدولي، كانت حالة المريض قد استقرت إلى حد كبير، بعد أن خاض معركة حقيقية على حافة الموت.
المسعف وليد صلاح لم يستطع أن يخفي فخره بما حدث، فوثّق القصة على صفحته مؤكدًا أن ما جرى يعكس عظمة قسم القلب وبطولات رجال الإسعاف الذين يواجهون أصعب المواقف برباطة جأش وإصرار على إنقاذ الأرواح.