قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سفير مصر السابق في تل أبيب لـ صدى البلد: قرارات الاغتيال في إسرائيل تعود لرئيس الحكومة

السفير عاطف سالم
السفير عاطف سالم

لم يكن القصف الإسرائيلي الأخير على الدوحة، في محاولة لاغتيال قيادات من حركة حماس، حدثا استثنائيا في سجل الصراع، بل حلقة جديدة ومتطورة في سلسلة ممتدة من تاريخ دموي اختارت فيه إسرائيل أن تجعل الاغتيال نهجا ثابتا في عقيدتها الأمنية، فمنذ عقود، رسخت تل أبيب قناعة مفادها أن الضربة المباشرة أكثر جدوى من أي مسار دبلوماسي، وهو ما يفسر آلاف العمليات التي وثقتها كتب ومذكرات،وأكدها دبلوماسيون ومراقبون، ليبقى السؤال: هل تحولت الاغتيالات إلى بديل دائم عن السياسة في العقل الإسرائيلي؟

في هذا الصدد.. قال عاطف سالم، سفير مصر السابق في تل أبيب، إن قرارات الاغتيال في إسرائيل تعود بالأساس إلى رئيس الحكومة نفسه، فهو صاحب القرار الأول والأخير، ولا يمر هذا القرار عبر الكنيست أو أي جهة تشريعية أخرى، فدور الأجهزة الأمنية يقتصر على رفع توصية أو إبلاغه بنيتها تنفيذ عملية اغتيال، ليمنح الموافقة مباشرة من دون المرور بأي مراجعة إضافية.


 وأوضح السفير عاطف سالم، سفير مصر السابق في تل أبيب، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”،  أن هذا الأمر تناوله الصحفي والخبير الاستخباراتي الإسرائيلي رونين بيرغمان في كتابه الشهير «اقتل أولاً: التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية»، حيث رصد فيه سبعين عاماً من هذا التاريخ الدموي. 

ويشير بيرغمان إلى أن إسرائيل نفذت خلال تلك الفترة ما يقارب 2700 عملية اغتيال ناجحة، هذا بخلاف المحاولات الفاشلة أو العمليات التي لم تُستكمل، علماً بأن الكتاب صدر منذ نحو ثمانية أعوام، أي أن هذا الرقم لا يشمل ما جرى خلال السنوات الأخيرة التي شهدت بدورها عدداً كبيراً من العمليات.

سياسة الاغتيال الاسرائيلية 


ويخلص بيرغمان في كتابه إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعد أقوى آلة اغتيال في التاريخ الحديث، وهو ما رسّخ قناعة راسخة لدى الساسة الإسرائيليين بأن الطريق الأقصر لتحقيق الأهداف لا يمر عبر الدبلوماسية أو الحلول السياسية، بل عبر الاستخبارات والعمليات الخاصة والاغتيالات. هذه الذهنية جعلت الاغتيال خياراً أساسياً في الفكر الإسرائيلي، بل وأداة مركزية في سياساته.


و أشار سالم أنه بالنظر إلى  استهداف قيادات حركة حماس، وما سبقها من سلسلة عمليات طالت شخصيات فلسطينية وقيادات في المقاومة، بل وحتى علماء وخبراء أجانب، مضيفا إلى  محاولات اغتيال العلماء الألمان الذين عملوا في برنامج الصواريخ المصري في الستينيات، أو اغتيال السيد عباس الموسوي، ثم استهداف قيادات من بعده تباعاً، لنفهم أن سياسة الاغتيال بالنسبة لإسرائيل ليست مجرد خيار عابر، بل نهج متجذر في استراتيجيتها الأمنية والسياسية.


 و أكد السفير عاطف سالم، أن تسليط الضوء على هذه الخلفية التاريخية ضروري لفهم ما يحدث اليوم من وقائع و أحداث، ولماذا تظل إسرائيل أسيرة لفكرة أن الاغتيال هو الحل الأسرع والأسهل لتحقيق أهدافها.