في خضم الحرب المستمرة على غزة، تتعرض مصر لحملات تشويه منظمة تتهمها بإغلاق معبر رفح ومنع وصول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
إلا أن ما يتم تداوله من شائعات ليس له أساس من الصحة، ويتجاهل الدور الوطني والقومي الذي تلعبه مصر لحماية القضية الفلسطينية، والحفاظ على أمنها القومي في آن واحد.
ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، حقيقة موقف مصر من معبر رفح، ويكشف كيف واجهت الضغوط والإغراءات من قوى دولية وإقليمية، لتبقى ثابتة في دعمها لفلسطين، ورفضها لأي مشاريع تمس بحقوق شعبها أو تهدد أمن المنطقة.
وفي هذا الصدد، يقول المحلل السياسي اللبناني عبداللة نعمة: " لا ننسى أن مصر يشن عليها الشائعات انها تغلق معبر رفح لعدم وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة وتمنع القوافل من الوصول إليها ولا ننسى يوم ما تظاهر الالاف من الناس أمام السفارة المصرية في كثير من البلدان يطالبون مصر بفتح المعبر
لوصول المساعدات الإنسانية لتدخل إلى غزة".
وأضاف نعمة، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن القطاع على علم كامل أن مصر لم تقفل ولا للحظة واحدة معبر مصر من ناحية الأراضي المصرية ولكن هو مقفل من ناحية الداخل الفلسطيني ويتحكم به جيش العدو نحن نعلم أن مصر اغلقت معبر رفح من ناحية تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء والأراضي المصرية حفاظا منها على حقوق الشعب الفلسطيني، ولمنع أنتهاء القضية الفلسطينية والحفاظ على ما تبقى من فلسطين، والقضية الفلسطينية.
وأشار نعمة، إلى أن هذا ما يحزن البعض من المتاءمرين على فلسطين والفلسطينيين رغم كل العروض التي قدمت لمصر من الجانب الاسرائيلي والأمريكي من أموال وإغراءات ومشاريع ووعود إلا أن مصر رفضت كل شيء في سبيل الحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم الخلل بالأمن القومي ولا ننسى أن السيسي بحكمته هو والقيادات السياسية والعسكرية، وعلى رأسها جيش مصر العظيم.
واختتم: "قد وضعوا توازن من الرعب لإسرائيل بالقوة والثبات والحكمة من الأداء المصري مع بدء الحرب على غزة حتى الآن وما نراه اليوم وما يجري في الخليج والمنطقة العربية سيثبت أن مصر العظمى هي من ستقود المنطقة العربية وهي ستحمي الأمن القومي العربي وسيترجم كل هذا الكلام بعد القمة في الدوحة غدا".
وفي السياق نفسه، قال زياد قاسم، مراسل القاهرة الإخبارية من معبر رفح، إنه من الساحة الأمامية لمعبر رفح، تتواصل جهود الدعم الإنساني لغزة، حيث رصدت كاميرا القاهرة الإخبارية لحظة انطلاق الفوج الثاني من قافلة "زاد العزة" الـ36، والتي تأتي ضمن سلسلة من القوافل المصرية المتجهة إلى القطاع، حيث في الساعات الأولى من صباح اليوم، غادرت شاحنات الفوج الأول باتجاه معبر كرم أبو سالم، فيما تلحق بها الآن شاحنات الفوج الثاني محملة بالمساعدات الإنسانية، وتشمل مواد غذائية متنوعة مثل الأرز، الدقيق، المعكرونة، إضافة إلى المستلزمات الإيوائية والبطاطين، في استجابة عاجلة للاحتياجات المتزايدة داخل قطاع غزة.
وأضاف خلال رسالة على الهواء، أنه مع تنفيذ هذه القافلة بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب الهيئات الأممية العاملة في الداخل الفلسطيني، فهي تهدف هذه الجهود إلى ضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها، وسط ظروف إنسانية متدهورة نتيجة العدوان المستمر على القطاع، كما يجري يوميا تحديث قوائم المساعدات التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم، الذي أصبح حاليا المنفذ الوحيد لإدخال الإمدادات الإغاثية من الأراضي المصرية، في ظل تعطل معبر رفح بسبب الدمار الذي ألحقته به القوات الإسرائيلية.
وتابع أن معبر رفح تحول بعد 7 أكتوبر 2023 من معبر مخصص لحركة الأفراد إلى معبر إغاثي، نتيجة تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، إلا أن القوات الإسرائيلية دمرته من الجانب الفلسطيني في 7 مايو 2024، ما حال دون استخدامه لإدخال المساعدات، وبهذا، بات كرم أبو سالم الخيار الوحيد المتاح حاليا لدخول الشاحنات، التي لا تزال تتدفق تباعا من الأراضي المصرية نحو القطاع، في مشهد يومي يعكس التضامن الشعبي والرسمي المصري مع الشعب الفلسطيني.
والجدير بالذكر، أن تحرك صباح اليوم الفوج الرابع من قافلة "زاد العزة" السادسة، متجها إلى قطاع غزة عبر منفذ كرم أبو سالم، ويضم هذا الفوج مئات الشاحنات المحمّلة بما يزيد عن 3.200 طن من المساعدات الإغاثية والإنسانية، تشمل موادا غذائية أساسية مثل الدقيق، الأرز، المكرونة، الأجبان، إضافة إلى مستلزمات طبية وأدوات إيواء عاجلة.
وتأتي هذه القافلة ضمن الجهود المصرية المتواصلة لكسر الحصار المفروض على القطاع، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي فاقمتها الحرب والحصار المستمر منذ أكثر من 700 يوم.