قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

درع عربي موحد .. هل يتحقق حلم القوة المشتركة بعد عقود من التعطيل؟

القوة العربية المشتركة
القوة العربية المشتركة

مع تزايد الأزمات المتلاحقة والتحديات الأمنية التي تعصف بالمنطقة العربية، عاد الحديث مجددًا حول مشروع القوة العربية المشتركة، باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز منظومة الأمن القومي وحماية استقرار الدول.

ورغم أن المبادرة طرحت منذ سنوات طويلة وحظيت بتأييد واسع في أكثر من قمة عربية، إلا أنها بقيت حبيسة القرارات والتوصيات، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ الفعلي، لتظل مطلبًا شعبيًا مؤجلًا وحلًا تنتظره العواصم العربية أمام ما تواجهه من أخطار متصاعدة.

محلل سياسي: إنشاء قوة عربية مشتركة أصبح ضرورة حتمية لتعزيز الأمن القومي ومواجهة التحديات


أكد كمال ريان المحلل السياسي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد أن إنشاء قوة عربية مشتركة بات ضرورة حتمية تفرضها التحديات الإقليمية المتصاعدة التي تواجهها الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، بل طرحت مرارًا منذ عقود، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أعاد طرحها قبل نحو عشر سنوات، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن.

وقال ريان إن الشعوب العربية طالما تطلعت إلى تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك الموقعة عام 1950، والتي بقيت مجمدة لعقود طويلة، لافتًا إلى أن انعقاد القمة العربية الإسلامية الحالية يفتح نافذة جديدة لإحياء المشروع وتحويله إلى واقع ملموس.

وأضاف: “وجود قوة عربية مشتركة سيعزز الأمن القومي العربي، ويمثل قوة ردع لأي محاولات تهدد استقرار الدول أو كيانها، كما يسهم في إقرار السلام داخل الدول التي تشهد نزاعات وتدخلات خارجية، ويحد من مخاطر التنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها”.

وشدد ريان على أن هذه القوة ستوفر بديلًا فعّالًا عن الاعتماد على التحالفات الأجنبية والتدخلات الدولية، حيث ستمنح الدول العربية القدرة على إدارة أزماتها بنفسها، وتتيح سرعة الاستجابة لأي تهديدات أمنية أو نزاعات قبل تفاقمها.

وأوضح أن إنشاء قوة عربية مشتركة سيعيد الاعتبار لمبدأ التضامن العربي والدفاع المشترك المنصوص عليه في ميثاق الجامعة العربية، لكنه ظل معطلًا، مشيرًا إلى أن هذه القوة يمكن أن تساهم في حماية الاستقرار الداخلي للدول، ودعم الحكومات الشرعية، وحماية البنية التحتية عند تعرضها لهجمات إرهابية أو تمردات مسلحة.

كما أشار إلى أن وجود قوة موحدة سيعزز قدرة الدول العربية على موازنة النفوذ الإقليمي والدولي وتقليص تأثير القوى المنافسة، فضلًا عن دورها المحتمل في دعم عمليات حفظ السلام داخل المنطقة بدلًا من الاعتماد على قوات دولية.

واختتم ريان تصريحاته بالتأكيد على أن الشعوب العربية تعوّل كثيرًا على التوصل إلى اتفاق يترجم هذا المقترح إلى خطوات تنفيذية عملية، مع تجاوز العقبات التي حالت دون تحقيقه لعقود طويلة، مشددًا على أهمية صياغة إطار واضح لتشكيل القوة، وتحديد حجمها ومهامها ومشاركة الدول فيها، على أمل أن ترى النور قريبًا كحلم طال انتظاره لدعم الأمن والاستقرار العربي.