قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جلسة نقاشية بمعهد العالم العربي بباريس حول تداعيات اعتراف فرنسا بدولة فلسطين وماوراء الرمز من حقائق

غزة
غزة

نظم معهد العالم العربي في باريس، جلسة نقاشية بعنوان "الاعتراف بدولة فلسطين: ما وراء الرمز من حقائق؟"، وذلك بالشراكة مع منظمة "مراسلون بلا حدود" ومجلة "لونوفيل أوبس" الفرنسية. 
يأتي انعقاد هذه الجلسة النقاشية في وقت تستعد فيه فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين، فقد جمع هذا اللقاء نخبة من الدبلوماسيين والباحثين والصحفيين لمناقشة التداعيات العملية لهذه الخطوة الدبلوماسية التاريخية، في ضوء القانون الدولي، والواقع الدبلوماسي، والعقبات أمام حرية الصحافة في غزة. 
وفي كلمة افتتاحية، أكدت السفيرة هالة أبو حصيرة، سفيرة فلسطين لدى فرنسا، ضرورة أن يكون هذا الاعتراف مقترنا بعقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الاستيطان الإسرائيلي، وفرض عقوبات على جرائم الحرب ومجرمي الحرب. 
وقالت السفيرة هالة أبو حصيرة إن معهد العالم العربي "لطالما كان ملتقى ومكانا أساسيا لنعلم المزيد عن فلسطين، ونعرف تاريخها والقضية الفلسطينية وكفاح الشعب الفلسطيني من أجل حريته".
وأضافت أن خلال أيام قليلة ستعترف فرنسا بدولة فلسطين، مؤكدة أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ على حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد القادر على ضمان السلام والاستقرار في منطقتنا" . 
وتابعت أن هذا الاعتراف هو اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو اعتراف من شأنه أيضا أن يوجه رسالة مهمة للغاية ليس فقط للشعب الفلسطيني ولكن أيضا لإسرائيل، لأنه يأتي في وقت ترتكب فيه إسرائيل جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أكدت أن هذا الاعتراف يجب أن يُقترن بعقوبات على دولة إسرائيل، عقوبات تشمل حظر على الأسلحة، وعلى المستوى الأوروبي عقوبات تشمل تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وفرض عقوبات على كل ما هو غير قانوني، أي فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، وفرض عقوبات على الاستيطان الإسرائيلي، وعلى جرائم الحرب ومجرمي الحرب.
ولفتت في هذا الصدد إلى أهمية وقوة القانون الدولي، مؤكدة أهمية تعزيز الهيئات والمحاكم الدولية حتى تتحقق العدالة للضحايا الفلسطينيين، وتعزيز الهيئات الدولية بشكل ملموس حتى تتمكن من تنفيذ مهمتها الأساسية، وهي محاكمة مجرمي الحرب وتحقيق العدالة للضحايا. 
وتابعت أنه لكي يتحقق هذا، من المهم توثيق الجرائم، والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. وفي هذا الصدد، أعربت عن تقديرها لدور الصحفيين الفلسطينيين، "وكل فلسطيني في غزة، حيث أن شعبا بأكمله أصبح صحفيا .. كل رجل، وكل امرأة، وكل طفل يوثق استشهاده، أو فقد منزله، وفقد أرضه"، مشيرة إلى أن إسرائيل اختارت اغتيال أكثر من 250 صحفيا في قطاع غزة وحدها "لدفن الحقيقة، ولاغتيال شهود الحقيقة".
وختمت كلمتها بالقول إن الشعب الفلسطيني سيبقى على أرضه، وسيواصل نضاله من أجل حريته، ومن أجل حقوقه ومن أجل العدالة.
بعد ذلك، عُقدت ثلاث موائد مستديرة، ناقش خلالها باحثون وصحفيون وجهات فاعلة ميدانية الاثار الفعلية لهذا القرار في سياق دبلوماسي، مسلطين الضوء على القانون الدولي والمعوقات أمام حرية الصحافة في غزة.
وكانت جلسة النقاش الأولى حول "اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: ما هي التداعيات الملموسة؟"، تهدف إلى توضيح كيف سيؤثر هذا الاعتراف دبلوماسيا على العلاقات الفرنسية الفلسطينية، وكذلك مناقشة تداعيات هذا القرار على فلسطين ودول المنطقة، في ظل استمرار الحرب في غزة، وكذلك استمرار الاستيطان في الضفة الغربية.
وتحدثت خلال هذه الجلسة، ليلى شهيد، المندوبة العامة السابقة لفلسطين في فرنسا وسفيرة فلسطين السابقة لدى الاتحاد الأوروبي، التي أكدت أن الأولوية في الوقت الحالي هي وضع حد للاحتلال الاسرائيلي وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، مشددة أيضا على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار "لأن كل دقيقة نقضيها هنا .. هناك من يموت تحت القنابل". 
وتحت عنوان "استحالة ممارسة الصحافة في غزة"، تناولت المائدة المستديرة الثانية جميع التحديات التي يواجهها الصحفيون في تغطية الوضع في غزة، مع شهادات ميدانية ، وتسليط الضوء على الهجمات على حرية الصحافة، والتضليل الإعلامي والهجمات الموجهة ضد الصحفيين.
وتحدث خلال هذه الجلسة "عادل الزعنون"، صحفي فلسطيني في وكالة الانباء الفرنسية، و"أليس فروسار"، صحفية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط، ومراسلة في القدس بين عامي ٢٠١٩ و٢٠٢٤.
أما الجلسة الثالثة فسلطت الضوء على سؤال "ما الذي يمكن أن يقدمه القانون الدولي اليوم؟"، حيث تناولت مفارقة وهي أنه لم يسبق أن ذُكر القانون الدولي بهذا القدر من التكرار في الخطابات الرسمية، وتعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارات تؤكد مركزية القانون الدولي، ومع ذلك، فإن انتهاكات القانون الدولي في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة تُرتكب يوميا . وتحدث خلالها إلياس صنبر، كاتب وسفير فلسطين السابق لدى اليونسكو. 
ويترقب العالم أجمع اعلان فرنسا بالاعتراف بدولة فلسطين الأسبوع المقبل. فقد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الجاري، معربا عن أمله في أن تسهم هذه الخطوة في إحلال السلام في المنطقة.