قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خبير استراتيجي: زيارة البرهان للقاهرة نقطة تحول حاسمة في مسار الأزمة السودانية

الفريق أول عبد الفتاح البرهان
الفريق أول عبد الفتاح البرهان

قدّم اللواء محمد حمد، الخبير الاستراتيجي والعسكري، قراءة تحليلية شاملة لزيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، معتبرًا أنها تتجاوز الإطار البروتوكولي إلى كونها محطة مفصلية في مسار التعامل مع الأزمة السودانية المتفاقمة.

القاهرة محطة استراتيجية ثابتة في تحركات البرهان

أكد اللواء محمد حمد أن اختيار القاهرة كمحطة أولى ودائمة لتحركات البرهان يعكس إدراك القيادة السودانية لثقل الدور المصري، ليس فقط سياسيًا، بل أمنيًا واستراتيجيًا، لافتًا إلى أن مصر تمتلك فهمًا عميقًا لتركيبة الدولة السودانية وتعقيدات المشهد العسكري والقبلي، مما يجعلها طرفًا مؤهلًا للمساهمة في بلورة حلول واقعية قابلة للتنفيذ.

تنسيق إقليمي ودولي لاحتواء الأزمة السودانية

أوضح الخبير الاستراتيجي أن توقيت الزيارة بالغ الحساسية، خاصة في ظل التحركات الإقليمية والدولية المتزامنة، والتنسيق المصري الأمريكي السعودي، مشيرًا إلى أن هذا الزخم يعكس قناعة دولية متزايدة بأن استمرار الصراع في السودان بات يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، وليس شأنًا داخليًا معزولًا.

الدعم السريع.. التهديد الأخطر لوحدة الدولة

وفيما يتعلق بملف ميليشيا الدعم السريع، شدد اللواء محمد حمد على أن هذه الميليشيا تمثل الخطر الأكبر على وحدة الدولة السودانية، مؤكدًا أن تمددها العسكري وانتهاكاتها بحق المدنيين يفرضان ضرورة دعم مؤسسات الدولة النظامية، وفي مقدمتها الجيش السوداني، باعتباره الضامن الوحيد لبقاء الدولة ومنع انزلاقها إلى سيناريو الفوضى الشاملة.

مصر وأمن السودان.. معادلة الأمن القومي المشترك

وأضاف أن الرسائل التي حملتها تصريحات القيادة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعكس خطوطًا حمراء واضحة تتعلق بوحدة السودان وسلامة أراضيه، معتبرًا أن هذا الموقف يمثل عامل توازن مهم في مواجهة أي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة أو تقسيم البلاد تحت أي ذريعة.
 

وأشار اللواء محمد حمد إلى أن التكامل بين المسار السياسي والدعم الأمني المنضبط هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، موضحًا أن الحلول الجزئية أو الرهانات على الميليشيات لن تنتج سوى مزيد من الانقسام، بينما يظل الحل السياسي الشامل، المدعوم بإجماع إقليمي ودولي، هو الخيار الأكثر واقعية.
 

واختتم الخبير الاستراتيجي تصريحه بالتأكيد على أن زيارة البرهان إلى القاهرة ترسل رسالة طمأنة قوية للشعب السوداني، مفادها أن السودان ليس وحيدًا في معركته من أجل البقاء، وأن هناك إرادة حقيقية لدعم استقراره والحفاظ على دولته الوطنية، بما يحقق الأمن للسودان ومحيطه العربي والإقليمي.