شدّدت الولايات المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، على أن الحل الوحيد لإنهاء الحرب في غزة يبدأ بـ"استسلام حركة حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن فورًا"، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.
وقالت ممثلة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، مورغان أورطاغوس، إن "حماس تتحمل المسؤولية المباشرة عن استمرار المأساة الإنسانية في غزة"، مشيرة إلى أن أي حديث عن وقف شامل لإطلاق النار يجب أن يقترن بإنهاء ما وصفته بـ"الإرهاب الموجه ضد إسرائيل".
وأضافت: "لا يمكن المساواة بين إسرائيل، الدولة العضو في الأمم المتحدة، وبين حركة مسلحة تستخدم المدنيين دروعًا بشرية".
وأكدت أورطاغوس أن واشنطن تدعم بقوة إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين في القطاع، لكنها شددت على أن ذلك يجب أن يتم "بطريقة آمنة وشفافة لا تسمح لحماس بالاستفادة منها أو تحويلها لأغراض عسكرية".
وأوضحت أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها في المنطقة لإيجاد آليات ميدانية تضمن دخول المساعدات مباشرة إلى المدنيين.
وخلال الجلسة، فشل مجلس الأمن مجددًا في تمرير مشروع قرار لوقف الحرب، بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مسودة نص قدّمه عدد من الأعضاء غير الدائمين، ينص على وقف فوري لإطلاق النار وتأمين وصول المساعدات الإنسانية من دون شروط مسبقة.
وصوّت لصالح القرار 14 عضوًا، بينما وقفت واشنطن وحدها في وجه تمريره.
الفشل الأخير يعكس بوضوح الانقسام العميق بين الموقف الأميركي والمطالب الدولية المتزايدة بوقف القتال.
ففي حين ترى غالبية الدول الأعضاء أن الأولوية يجب أن تُمنح للحماية الفورية للمدنيين في غزة، تؤكد الولايات المتحدة أن "الخطوة الأولى لأي تهدئة" تتمثل في استسلام حماس وإطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين.
في المقابل، انتقدت عدة دول، بينها روسيا والصين، الموقف الأميركي واعتبرته "عرقلة متكررة" لجهود وقف التصعيد.
كما أعرب مندوبون آخرون عن قلقهم من أن استمرار الفيتو الأمريكي يضعف مصداقية مجلس الأمن ويقوض دوره كمنصة لحفظ السلم والأمن الدوليين.
وبينما تتواصل المداولات في أروقة الأمم المتحدة، يبقى الوضع الإنساني في غزة مأساويًا، حيث تشير تقارير المنظمات الدولية إلى تفاقم النقص الحاد في الغذاء والدواء والوقود، وسط استمرار العمليات العسكرية.
ويرى مراقبون أن غياب توافق دولي داخل مجلس الأمن يترك المدنيين في مواجهة مفتوحة مع تداعيات حرب تتسع دائرتها يومًا بعد يوم.