شهدت الدورة الثلاثون من مهرجان بوسان السينمائي الدولي حضوراً استثنائياً للمخرج الإيطالي الكبير ماركو بيلوكيو، أحد أعمدة السينما العالمية، في أول زيارة له إلى مهرجان آسيوي، حيث تم تنظيم برنامج خاص يسلّط الضوء على مسيرته تحت عنوان: "ماركو بيلوكيو، السينمائي الذي لم يتوقف عن رفع قبضته".
ويأتي هذا البرنامج ضمن احتفاء المهرجان بالسينما الإيطالية، حيث استُعرضت 15 فيلماً من إنتاجات إيطاليا تغطي طيفاً واسعاً من الأنواع السينمائية، جذباً لعشاق السينما من كل مكان. وقد مثّل حضور بيلوكيو محطة محورية ضمن فعاليات المهرجان، إذ نال خلال زيارته جائزة "بيف" الفخرية لمايسترو السينما، تقديراً لإرثه الفني الحافل وإنجازاته العالمية.
ماركو بيلوكيو، الذي يمتد مشواره السينمائي لأكثر من 60 عاماً، أخرج خلالها أكثر من 50 عملاً، لا يزال حتى اليوم يواصل إنتاج أعمال فنية قوية، تُعرض في أكبر المحافل السينمائية، وتلقى إشادة نقدية واسعة. وقد سبق لمهرجاني فينيسيا وكان أن كرّماه بجائزتي الأسد الذهبي لإنجاز العمر والسعفة الفخرية على التوالي، لما له من بصمة فارقة في تاريخ السينما.
وشهدت زيارته لبوسان سلسلة من الفعاليات المتنوعة، شملت عروضاً خاصة لأفلامه، جلسات حوارية مع الجمهور (Q&A)، ندوة "الماستر كلاس"، إضافة إلى حفل التكريم الرسمي. كما جاء البرنامج احتفاءً بالذكرى الستين لأول أفلامه الروائية الطويلة "قبضات في الجيب" (Fists in the Pocket)، الذي يعدّ من العلامات الفارقة في السينما الأوروبية.
وقد سبق تنظيم العديد من البرامج الاستعادية (الريتروسبكتيف) لأعمال بيلوكيو في مؤسسات سينمائية مرموقة حول العالم، من بينها متحف الفن الحديث بنيويورك (MoMA)، ومهرجان لاروشيل، ومعهد السينما البريطاني BFI.
بزيارة ماركو بيلوكيو، يكون مهرجان بوسان قد أضاف محطة جديدة ومشرّفة إلى سجلّ تكريم كبار صُنّاع السينما العالميين.