أجاب الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، عن سؤال حول حكم الاستدانة من أجل الترفيه والكماليات، مؤكداً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يربي الأمة على الحذر من الديون، وعدم اللجوء إليها إلا عند الضرورة القصوى.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن النبي عبر عن ذلك بقوله إنه لو كان عنده جبل أُحد من ذهب لأنفقه في ثلاثة أيام ولا يبقى منه إلا دينار واحد يرصده لدَين عليه، مشيراً إلى أن هذا التوجيه النبوي يحث المسلم على عدم التوسع في الاقتراض والاكتفاء بما يستطيع سداده.
الدكتور يسري جبر: النبي كان يستعيذ من غلبة الدين وقهر الرجال
وأضاف الدكتور يسري جبر، أن النبي كان يستعيذ من غلبة الدين وقهر الرجال، ويعد الدَّين همّاً في الليل ومذلة في النهار، محذراً من انتشار ثقافة الاستدانة لأجل الترفيه مثل تجديد الديكورات أو تغيير السيارات والهواتف بشكل متكرر.
وأكد الدكتور يسري جبر أن الدَّين مسؤولية عظيمة أمام الله يوم القيامة، وأن النبي في بداية الأمر كان لا يصلي على من مات وعليه دين حتى يُعرف أن له ما يقضي به دينه، ثم تكفل بقضائه بعد أن وسّع الله على الأمة.
ونصح الدكتور يسري جبر: "استدن بقدر الضرورة فقط، ولا تحمّل نفسك ديناً من أجل ترفيه قد لا تحتاجه، حتى لا تعجز عن سداده يوم الحساب".
الدكتور يسري جبر كيف يتعامل المسلم مع من يؤذيه
وكان الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن المسلم مطالب دائمًا بحسن الظن بأمة النبي صلى الله عليه وسلم، مع إساءة الظن بنفسه، موضحًا أن ذلك لا يعني إهمال الحذر أو ترك الاحتياط في التعامل مع الناس.
وأكد العالم الأزهري، خلال تصريح، أن التعامل لا يكون إلا مع من حَسُنت سمعته، أما من عُرف عنه الأذى أو خيانة الأمانة فينبغي تجنبه والدعاء له بالهداية، دون فضحه أو التشهير به.
وأشار إلى أن النصيحة مشروعة في حال ترتب على السكوت ضررٌ يلحق بمسلم آخر، على أن تكون النصيحة على وجه الخصوص بين الناصح والمنصوح فقط.
وأوضح جبر أن الستر على عيوب المسلمين هو الأصل، لكن إذا كان الستر يؤدي إلى وقوع الضرر، وجب التنبيه من باب النصيحة، مع الاستمرار في إحسان الظن بأن الله قد يلهم العبد التوبة بسبب ما في قلبه من حب للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أن حسن الظن لا يتعارض مع الحذر والحيطة، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، مبينًا أن ذلك لحماية الإنسان من الأذى.
وقال: "السلامة لا يعدلها شيء، فتعامل مع صاحب السمعة الطيبة، وتجنب سيئ السمعة، وادع الله دائمًا أن يسلمك".