قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صحيفة: تعاون مصري–صيني يعزّز حركة السياحة وحماية التراث الحضاري

الاهرامات الثلاثة
الاهرامات الثلاثة

سلَّطت صحيفة (تشاينا ديلي) الصينية الضوء على التعاون السياحي والثقافي بين مصر والصين، باعتباره نموذجًا يعكس حرص الجانبين على حماية التراث الحضاري وتعزيز التبادل المشترك على مستويات عدة.


وأفادت الصحيفة -في تقريرها الذي نشره موقع (eTurboNews) الرائد في أخبار السياحة- بأن هذا التعاون يعكس التزام القاهرة وبكين بإحياء تراثهما العريق وربط حضارتيهما القديمتين، من خلال مشروعات مشتركة في مجالات السياحة والآثار والحفريات والترميم، فضلًا عن تنظيم معارض ثقافية كبرى.


وفي الجانب السياحي، أشار التقرير إلى أن التعاون المصري–الصيني يشهد تناميًا ملحوظًا بهدف تعزيز حركة السياحة المتبادلة والتعريف بالمقومات السياحية المتنوعة في البلدين، حيث تحرص الجهات المعنية في القاهرة وبكين على تنظيم برامج ترويجية مشتركة وإطلاق رحلات مباشرة تربط المدن الرئيسية لتسهيل انتقال الزائرين، فضلًا عن إدراج فعاليات ثقافية ومعارض أثرية كبرى ضمن الأجندة السياحية لجذب مزيد من السائحين الصينيين إلى المقاصد المصرية، خاصة القاهرة والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، في الوقت الذي تتجه فيه مصر إلى الاستفادة من التجربة الصينية في توظيف التكنولوجيا الرقمية في التسويق السياحي وتطوير البنية التحتية الذكية للمقاصد، بما يسهم في رفع كفاءة الخدمات وتحقيق تجربة سياحية متكاملة تدعم التبادل الثقافي والحضاري بين الشعبين.


وأوضح التقرير أن من أبرز مظاهر هذا التعاون المعرض الضخم الذي استضافه متحف شنجهاي بعنوان "على قمة الهرم: حضارة مصر القديمة"، والذي استمر من صيف 2024 إلى صيف 2025، وضم 788 قطعة أثرية، بينها أكثر من 400 قطعة مكتشفة حديثًا ضمن مشروعات أثرية مشتركة، وقد جذب أكثر من 2.78 مليون زائر، في إنجاز يعكس عمق الاهتمام بالحضارة المصرية في الصين.


ولفت التقرير إلى أن التعاون الأثري بين مصر والصين شهد منذ عام 2018 انطلاقة جديدة، بعد توقيع بروتوكول بين وزارة السياحة والآثار المصرية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أسفر عن إطلاق أول بعثة أثرية صينية كاملة في مصر، تركزت أعمالها على التنقيب في معبد مونتي بمجمع الكرنك في الأقصر، وأسفرت عن اكتشافات مهمة، كما يعمل الجانبان على تسجيل مواقع مشتركة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، منها مقياس النيل في جزيرة الروضة والنقوش الهيدرولوجية في بايهيليانغ بالصين.


ونقل التقرير عن خبراء صينيين أن الحضارتين المصرية والصينية تشتركان في سمات فلسفية وتاريخية عميقة، مما يجعل التعاون بينهما متجذرًا وطويل المدى، مؤكدين أن المشروعات الحالية تشمل إنشاء قاعدة بيانات ثلاثية اللغات للقطع الأثرية المكتشفة في سقارة، إلى جانب خطط لإقامة مختبرات مشتركة وتطبيق تقنيات حديثة في مجال الحفظ الرقمي.


وأكد الخبراء أن هذا التعاون يسهم في حماية تنوع الحضارات العالمية، باعتبار أن التراث الإنساني ملك للبشرية جمعاء، مشيرين إلى أن الاكتشافات الأثرية الجديدة تعزز الفخر الوطني المصري وتدعم الجهود الدولية لصون التراث.


وقالت يان هايينغ، أستاذة التاريخ بجامعة بكين، إن مصر والصين تمثلان مرآتين لبعضهما كحضارتين عريقتين نشأتا على ضفاف أنهار كبرى، مشيرة إلى أن كليهما يتقاسم رؤى فلسفية وكونية تركز على الانسجام بين الإنسان والطبيعة والإيمان بالحياة الآخرة والسعي إلى نظام وطني موحد، موضحة أن الآثار المصرية تثير إحساسًا عميقًا لدى الصينيين، بما يعكس التقارب بين الشعبين عبر امتداد التاريخ.


ومن جانبه، أوضح الباحث شوي جيانغ، من معهد تاريخ الفن العالمي بجامعة شنغهاي الدولية للدراسات، أن أوجه التشابه بين الحضارتين شكّلت قاعدة راسخة للتعاون الأثري والعلمي، لافتًا إلى أن فريقه أجرى أبحاثًا ميدانية في مصر أثمرت عن إطلاق مشروعات طويلة الأمد، من بينها إنشاء قاعدة بيانات ثلاثية اللغات للقطع الأثرية المكتشفة في سقارة، مع خطط لإقامة مختبرات مشتركة وتطبيق تقنيات صينية متقدمة لدعم بناء نظام أثري حديث في مصر.


واختتم التقرير بالتأكيد على أن التعاون المصري–الصيني يجسد رؤية متفائلة لمستقبل الحضارات، تقوم على التعلم المتبادل وبناء ذاكرة إنسانية جماعية تعزز التفاهم والتقارب بين الشعوب.