يتساءل عدد كبير من الناس عن أفضل صدقة وأعظم أنواع الصدقات ثوابا عند الله، ويشغل بال فاعلي الخير هذا التساؤل وفي السطور التالية نتعرف إجابة دار الإفتاء حول هذه المسألة الفقهية.
أعظم الصدقات ثوابا عند الله
قالت دار الإفتاء المصرية إن سقي الماء من أعظم أبواب البر، وأجمل صور الرحمة، وأفضل صدقة عند الله تعالى.
وأكدت دار الإفتاء، في بيان سابق لها، أن أفضل أنواع الصدقات هو وضع إناء في الظل أمام البيت مليئًا بالماء لحيوانات الشارع والطيور، أو توزيع الماء على المارة، هو من العمل الصالح الذي يحبه الله، ويضاعف أجره.
واستشهدت دار الإفتاء بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي في قصة الرجل الذي اشتد به العطش، فنزل بئرًا فشرب، ثم وجد كلبًا يلهث من العطش، فنزل مرة أخرى فملأ خفه ماءً وسقاه، فشكر الله له فغفر له.
وكما بينت دار الإفتاء فضل سقي الماء عندما سأل الصحابة: "يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرًا؟" قال :"في كل كبد رطبة أجر".
ما هي أفضل صدقة ؟
من فوائد سقي الماء، أَنَّه سببٌ لعلاج الأمراض، وشفاء الأسقام بإذنه سبحانه يقول ابن شقيق:«سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سَبْعِ سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع بما أعطوه، فقال له ابن المبارك: اذهب فاحفر بئرًا في مكان يحتاج الناس فيه إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ بإذن الله» (أخرجها البيهقي في الشعب:5/69)، فقد كان سقي الماء من هذا الرجل سببًا لشفائه بعد إذن الله سبحانه وتعالى.
وهناك وسائل كثيرة لسقي الماء، منها: السعي في حفر الآبار في الأماكن التي يحتاج إليها الناس، وهذا أمر ميسور، فَيُطِيْقُ الإنسان أن يحفر له بئرٌ بثمن بخس في بلد فقير معوز تجري عليه بركته وبره،يقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلاَ إِنْسٍ وَلاَ طَائِرٍ إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (أخرجه البخاري في التاريخ الكبير:1/331، وابن خزيمة:1292 في صحيحه بسند صحيح).
كما يعتبر توفير المضخات لتنقية المياه لتكون صالحة للشرب بدلًا من شرب المياه الآسنة كما في بعض الدول الفقيرة وسيلة لسقي الماء، وكذلك وضع الماء في المساجد؛ أو الأسواق أو الطرق وتعاهده، بل وعند البيوت، ولها أثر في حفظ البيت من السرقة لبركة الصدقة، ولكثرة الشاربين؛ جاء في (الترغيب والترهيب:964): أن الإمام الحاكم أصابته قرحة في وجهه قريبًا من السنة، فتصدق على المسلمين بوضع سقاية على باب داره، فشرب منها النَّاس، فما مر عليه أُسبوع إلا وظهر الشفاء، وعاد وجهه أحسن ما كان، وبرء بإذن الله.
ومن ضمن هذه الوسائل، حمل الماء في السيارة وتوزيعه على من يحتاجه؛ «فلَيْسَ صَدَقَةٌ أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ مَاءٍ» كما روي عنه- صلى الله عليه وسلم -كما عند البيهقي في الشعب(5/67) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ووضع البرادات في الأماكن العامة وتعاهدها بالماء الصالح، واستغلال تجمعات الناس سواء في الحج أو العمرة، أو في اللقاءات التي يحتاجون فيها إلى الماء فيسابق للسقاية، ووضع ماء في إناء للهوام والدواب، وللطير والكلاب، فـ«فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» .