قال المهندس طارق عناني، أمين شئون المصريين بالخارج، وعضو الأمانة العامة بحزب "مصر المستقبل"، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة السلام بشرم الشيخ تُشكل أرضية صلبة لخطاب قيادي عربي مُحنك ومتكامل، وتؤكد الدور المحوري لمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي كصانع سلام لا يتنازل عن المبادئ.
وأضاف “عناني”، في بيان، أن النظرة الإنسانية للرئيس السيسي تخطت حدود السياسة، فرفعت قمة شرم الشيخ إلى مستوى المسؤولية الإنسانية العليا، موضحًا أن قول الرئيس السيسي أن "اتفاق غزة سيغلق صفحة أليمة في تاريخ البشرية" هو تصريح يعكس وعيًا بأن الأزمة ليست مجرد صراع إقليمي، بل هي جرح في ضمير العالم، ووصف القمة بأنها لحظة تاريخية فارقة يضع القادة أمام مسؤوليتهم التاريخية؛ إما صناعة سلام دائم أو العودة إلى حلقة العنف، وهذا هو جوهر القيادة الحكيمة التي تحوّل الأزمة إلى فرصة لتغيير المسار للأفضل.
وأوضح أن ثبات الموقف المصري هو صمام أمان المنطقة، فالسلام ليس تكتيكًا، بل عقيدة وطنية، مؤكدًا أن السلام سيظل خيار مصر الاستراتيجي وهو تأكيد على أن مصر هي مرتكز الاستقرار، والأهم أن هذا السلام مرتبط بالعدالة، مشيرًا إلى عبارة الرئيس السيسي أن الشعب الفلسطيني له الحق في تقرير مصيره، موضحًا أنها ليست مجرد دعم دبلوماسي، بل هي وضع للأسس الشرعية لأي تسوية دائمة، ولا يقبل الرئيس السيسي بسلام هش، بل بسلام يحترم الكرامة والحقوق، مما يضمن استدامته.
وأشار إلى أن كلمة الرئيس السيسي كانت درسًا في الدبلوماسية الذكية التي تدمج النفوذ الدولي بالإرادة الشعبية، موضحًا أن دعوة الرئيس السيسي لنظيره الأمريكي دونالد ترامب للانضمام إلى قادة العالم الداعين إلى السلام ثم إهداؤه قلادة النيل هي لفتة سياسية تُكرس الدور الأمريكي كمحفز للسلام وتُثمن التعاون مع مصر، وهذا التكريم هو استثمار استراتيجي يُعلي من شأن الجهود المشتركة ويُعزز مكانة مصر كقوة تقدير وتقييم.
وأكد أن مقولة "السلام لا تصنعه الحكومات وحدها بل تبنيه الشعوب"، والرسالة المُباشرة للشعب الإسرائيلي "مدوا أيديكم بالسلام العادل"، تُمثلان محاولة لإرساء بنية تحتية للسلام قائمة على التفاهم الشعبي، وهو ما يفتح فعلًا فرصة للوصول إلى شرق أوسط تنعم فيه جميع الشعوب بالسلام.
ولفت إلى أن خطاب الرئيس السيسي في قمة السلام بشرم الشيخ هو نموذج للقيادة التي توازن بين القوة الأخلاقية والحنكة السياسية، ومصر لم تستضف القمة فحسب، بل قدمت الإطار النظري والعملي لتحويل وقف إطلاق النار إلى سلام عادل وكامل، مؤكدة أنها رمانة الميزان التي تستند إليها أي عملية استقرار إقليمي.