قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كلمات تفيض وجعًا.. باحث بجامعة كفر الشيخ ينعى والده أمام المشيعين بكلمات أبكت الجميع

ابن ينعى أباه
ابن ينعى أباه

نعى الدكتور حمادة رمضان السيد علي، الباحث بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، وأحد أبناء مدينة مسير والده، قبل صلاة الجنازة عليه بكلمات مؤثرة، أدمت قلوب المشيعين قبل عيونهم.

قال الابن للمشيعين : شكر الله سعيكم جميعا، ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم، وجعل سعيكم في ميزان حسناتكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 في الواقع، في مثل هذه المواقف، يعجز اللسان عن الكلام، ولكن لا نقول إلا ما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: “إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا أبي لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.”

 أبي، لا أدري من فارق وغادر الحياة... أأنت أم أنا؟ فمنذ رحيلك، لم أعد أشعر أنني ما زلت فيها. أبي، أنا من مات، ومن مات أنا، لقي الموت كلانا مرتين. هل حقا يا أبي، أن الطيبين يغادرون الدنيا سريعا؟ وكأنهم يقولون لنا: “لا مكان لنا بينكم، فقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت.”

 أبي، إن فقدك ليس حدثا عابرا، بل زلزال هز أعماق قلبي، وغير معالم حياتي. أبي، لو كانت الدموع ترد غائبا، لما جفت عيني على فراقك، ولو كان الحنين يحيي من مات، لعدت إلي في كل لحظة أشتاق فيها إليك.

ولكن، ما أكرم الله في قضائه، وما أعدله في حكمه، وما أرحمه بعباده. في الحقيقة، لقد كان أبي _رحمه الله_ رجلا تقيا نقيا، عفيف اللسان، صائما، قانتا لله عز وجل، كان قلبه معلقا بالمساجد، دائم الذكر والشكر لله، لم أره في يوم من الأيام يسلك طريق الغيبة والنميمة، فلقد كان رجلا مستقيم الحال، يراعي ربه في أفعاله وفي أقواله.

 كان حريصًا كل الحرص على أن يخرج من هذه الدنيا بسلام، فلم أره في يوم من الأيام يكره أحدا أو يتحدث عن أحد بسوء، كان محبا للجميع، والجميع يشهد له بذلك. كان من رواد المساجد، وشهد له الناس بالإيمان، ومن شهد له الناس بالإيمان دخل الجنة، فأنتم خلفاء الله في أرضه، كما قال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحبة، عانقوا من تحبون، وانظروا إليهم جيدا، وتأملوا ملامحهم قبل أن يفارقوكم، فقد فارقني حبيبي بالأمس، وأجبرت على وداعه. أبي، كل دعائي لك بالرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة، وسلاما عليك إلى أن نلتقي في دار لا فراق فيها ولا ألم، يا أعز الناس.

 أبي، سأدعو لك في كل سجدة، وسأذكرك في كل دعاء، وسأحمل في قلبي ما علمتني إياه، وأسير على خطاك، حتى ألتقي بك في دار لا فيها فراق، ولا فيها وجع، ولا فيها دمع يخفى.

وختاما، وحتى لا أطيل عليكم، من كان له دين عند أبي، فأنا وإخوتي كفيلون بسداده، سواء كان هذا الدين ماديا أو معنويا. وبذلك، فقد برئت ذمته أمام الله عز وجل، وانتقلت كافة ما عليه من حقوق وديون، سواء كانت مادية أو معنوية، إلى ورثته الشرعيين، ومن أراد أن يعفو فجزاه الله خيرا، ولكن بعد أن يعلمني.

 سائلين الله أن يتقبل منه صالح أعماله، ويجعل ما قدمه في حياته سببا لرضوانه ومغفرته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونوره برحمتك، وارزقنا الصبر يا أرحم الراحمين.

قولوا جميعا: سامحك الله، سامحك الله، سامحك الله.

صلاة الجنازة، أثابكم الله.