أعرب وزير المالية السوري محمد برنية عن ثقته بأن العلاقات بين دمشق وموسكو تشهد تحسناً تدريجياً، مؤكداً أن أمام روسيا فرصاً هائلة للمشاركة في إعادة إعمار سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب التي دمرت البنية التحتية للبلاد وأرهقت اقتصادها.
وفي تصريح لوكالة نوفوستي الروسية على هامش الاجتماعات السنوية لمجالس محافظي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، قال برنية إن "العلاقات بين الجانبين ستتحسن خطوة بخطوة، وقد يستغرق ذلك وقتاً، لكنها تتجه نحو الأفضل".
وأوضح أن جميع القطاعات الاقتصادية السورية يمكن أن تستفيد من التعاون مع موسكو، مضيفاً أن روسيا تمتلك الخبرة والقدرات التقنية والمالية التي تؤهلها للعب دور محوري في مرحلة إعادة الإعمار.
وفي السياق ذاته، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، في تصريحات أعقبت المباحثات التي جمعت الرئيسين فلاديمير بوتين وأحمد الشرع في الكرملين، أن سوريا "بحاجة ماسة لإعادة بناء بنيتها التحتية"، وأن موسكو مستعدة لتقديم دعم شامل في هذا المجال، سواء عبر الشركات الحكومية أو القطاع الخاص.
وأوضح أن الجانبين بحثا أيضاً سبل تعزيز التعاون في القطاعات الثقافية والإنسانية والسياحية والصحية، مشيراً إلى اهتمام دمشق باستيراد القمح والأدوية الروسية.
كما شدد نوفاك على أن روسيا ستواصل العمل في حقول النفط السورية، مذكّراً بأن الشركات الروسية تمتلك "خبرة طويلة" في هذا القطاع منذ سنوات ما قبل الحرب. ويُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة توسيعاً للشراكات الاستثمارية بين الجانبين، في ضوء التوجه السوري نحو تنويع مصادر الدعم الخارجي وتخفيف الاعتماد على الغرب.
وتأتي تصريحات الوزير السوري في أعقاب زيارة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو، هي الأولى منذ توليه السلطة في ديسمبر الماضي، حيث أجرى محادثات مغلقة مع الرئيس بوتين بمشاركة عدد محدود من المسؤولين من كلا البلدين.
وأكد بوتين خلال اللقاء أن "العلاقات بين روسيا وسوريا كانت دائماً ودية واستراتيجية"، فيما عبّر الشرع عن رغبة بلاده في إعادة ضبط العلاقات مع موسكو على أسس جديدة تركز على الاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار.