خضع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، لعملية جراحية دقيقة لإزالة البروستاتا في مركز "هداسا" الطبي بالقدس المحتلة، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة تضخم حميد في غدة البروستاتا.
وأثار هذا التطور الطبي المفاجئ جدلاً واسعاً داخل الأوساط الإسرائيلية والدولية حول مستقبل نتنياهو السياسي، في ظل غيابه المؤقت عن العمل، وتزايد الضغوط الداخلية التي تواجه حكومته.

تدهور الحالة الصحية ومضاعفات العملية
ذكرت وسائل الإعلام العبرية أن نتنياهو دخل المستشفى بعد معاناته من احتباس بولي والتهابات متكررة في المسالك البولية، وهو ما تطلّب تدخلاً جراحياً عاجلاً.
وكشفت التقارير أن العملية استغرقت نحو ثلاث ساعات وشهدت انخفاضاً مفاجئاً في نبض القلب، ما استدعى تدخل طبيب القلب المتابع لحالته.
وأوضحت المصادر أن حالته الصحية مستقرة حالياً، إذ نُقل إلى العناية المركزة لمتابعته طبياً قبل أن يُتوقع خروجه خلال أيام قليلة إلى منزله لاستكمال فترة النقاهة.
تفاصيل ما بعد الجراحة وتداعيات الغياب المؤقت
تزامن غياب نتنياهو المؤقت عن مهامه مع تكليف وزير العدل ياريف ليفين بتولي منصب القائم بأعمال رئيس الوزراء، بينما أوكلت مهام إدارة الاجتماعات الأمنية العاجلة لوزير الدفاع يسرائيل كاتس. واعتبرت مصادر إسرائيلية أن هذا الترتيب يعكس قلقاً داخل الحكومة من احتمالات طول فترة تعافي نتنياهو وتأثيرها على تماسك الائتلاف الحاكم.
وفي الوقت ذاته، أثار غياب زوجته سارة نتنياهو عن حضور العملية جدلاً كبيراً داخل الأوساط الإسرائيلية ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ تساءل البعض عن سبب غيابها في هذا التوقيت الحرج رغم تصريحاتها السابقة بأنها "الركيزة الأساسية" في حياة زوجها، ما فتح الباب أمام تكهنات عن توتر في العلاقة بينهما.
المضاعفات المحتملة ومستقبل نتنياهو السياسي
أشارت تقارير طبية إلى أن العمليات الجراحية الخاصة بالبروستاتا غالباً ما يصاحبها عدد من المضاعفات مثل النزيف الخفيف، والعدوى، والتهابات المسالك البولية، وتجلط الدم، إضافة إلى صعوبات في التبول وسلس بولي مؤقت. كما يعاني بعض المرضى من آلام في الحوض والبطن بعد الجراحة، وهو ما قد يستدعي فترة تعافٍ تمتد لأسابيع.
ويرى مراقبون أن الوضع الصحي الجديد لنتنياهو يأتي في وقت بالغ الحساسية بالنسبة له ولإسرائيل، حيث تواجه حكومته تحديات داخلية بسبب تصاعد الاحتجاجات على خلفية ملفات الفساد والقوانين القضائية المثيرة للجدل، إلى جانب الضغوط الدولية المتعلقة بالحرب في غزة والعلاقات مع واشنطن.
ورغم تطمينات فريقه الطبي باحتمال تعافيه الكامل خلال أسابيع، إلا أن التساؤلات تبقى قائمة حول مدى قدرته على الاستمرار في قيادة الحكومة في ظل تدهور حالته الصحية وتراجع شعبيته المتزايد.