في ظل التصاعد المتزايد للذكاء الاصطناعي، بات سؤال "هل ChatGPT يتجسس علينا؟" من أكثر الأسئلة طرحًا بين المستخدمين حول العالم.
يرتبط هذا التساؤل مباشرةً بمخاوف أوسع حول مراقبة البيانات من قبل شركات التكنولوجيا والحكومات، مما خلق بيئة يتعاظم فيها هاجس الخصوصية الرقمية مع كل تقدم تقني جديد.
كيف يتعامل ChatGPT مع بياناتك؟ أسرار الذكاء الاصطناعي
بالرجوع إلى تقرير خبير في التقنية(Is ChatGPT Spying on Me? What It Tracks And What It Doesn’t)، نجد أن ChatGPT لا يحتفظ بمحادثات المستخدمين بشكل تلقائي ولا يبني ملفاً شخصياً دائمًا لكل فرد. النظام يعمل بوضع لوحة نظيفة مع بداية كل جلسة:
لا يتم تتبع تاريخ المستخدم.
لا تُخزن التفاصيل الشخصية إلا إذا قام المستخدم بتفعيل خاصية "الذاكرة" صراحةً.
يمكنك التحكم بإعدادات الخصوصية بسهولة، وإيقاف ميزة حفظ وتدريب المحادثات متى شئت.
تقوم الشركة المطورة أحيانًا بجمع أجزاء من المحادثات بشكل مجهول لتحسين أداء النظام، ويمكن للمستخدمين رفض المشاركة في ذلك عبر الإعدادات.
خاصية الذاكرة: اختياري بالكامل
ميزة "الذاكرة" تتيح للنظام تذكر بعض التفضيلات مثل الأسلوب أو الاسم، لكنها لا تعمل إلا بموافقة المستخدم ويتم إشعاره بكل تغيير أو تحديث.
يمكن للمستخدم حذف هذه الذاكرة أو تعطيلها كليةً في أي وقت، مما يوفر طبقة حماية إضافية للبيانات الشخصية.
بحسب السياسات المنشورة، لا يعتبر ChatGPT أداة تجسس بالمعنى التقليدي.
جميع خيارات حفظ البيانات وتحسين النظام خاضعة لتحكم المستخدم بشكل مباشر، ويمكن استخدام المنصة بمستوى حماية كامل إذا شاء المستخدم.
الرقابة الجماعية الحكومية: الصورة الكبرى
وفقًا لتقرير متخصص في الأمن الرقمي(How To Protect Yourself From Government Spying in 2025)، تبرز مشكلة مراقبة البيانات على مستوى أوسع من مجرد الذكاء الاصطناعي.
في الولايات المتحدة خصوصًا، كشفت أحداث مثل فضيحة "سنودن" وبرنامج PRISM كيف تقوم الحكومات بجمع كميات ضخمة من البيانات من شركات التقنية العملاقة مثل Google و Facebook و Apple، وغالبًا دون إذن صريح من المستخدمين.
آليات جمع البيانات الحديثة
المراقبة الحكومية اليوم لا تعتمد على أساليب قديمة مثل التنصت المباشر أو مراقبة الاتصالات فقط، بل تستند إلى تقنيات تحليل بيانات ضخمة عبر اتفاقيات مشاركة معلومات، أو أوامر قضائية سرية، أو من خلال تزاحم البيانات الرقمية في التطبيقات والخدمات اليومية.
علامات الرقابة الرقمية (قد تظهر أحيانًا):
نشاط غير مبرر في حساباتك الطبية أو المالية.
ظهور تطبيقات أو ملفات غريبة.
استهلاك بيانات أعلى من المعتاد.
أعمال مشبوهة على أجهزة الاتصال لديك.
غالبًا، لا يشعر المستخدم بأي دليل على المراقبة لأن العمليات تتم بسلاسة وهدوء.
كيف تحمي نفسك؟ نصائح واقعية لمواجهة الرقابة الرقمية
استخدم أدوات منع التتبع في متصفحك.
تجنب نشر معلومات حساسة أو تحديد الموقع على التطبيقات الاجتماعية.
قم بإيقاف ميزة تتبع الموقع في جهازك.
استعن بخدمة إزالة بياناتك من وسطاء البيانات.
فعّل برامج الحماية من الفيروسات وبرمجيات التعقب (VPN، حماية الهوية).
إضافةً إلى ذلك، ينصح خبراء الأمن الرقمي بعدم مشاركة صور مرفقة بالبيانات الوصفية أو الميتاداتا لتقليل إمكانية تتبعك.
هل ChatGPT يتجسس علينا؟
حتى الآن، الأدلة العملية تشير إلى أن النظام لا يمارس التجسس على المستخدمين بشكل مباشر، لكنه يجمع بعض البيانات لأغراض تطويرية وتحت تحكم وإشراف المستخدم.
أما قضية التجسس الرقمي الأوسع، فترتبط بآليات حكومية وشركات تقنية، حيث يتم جمع وتحليل بيانات المستخدمين بشكل أعمق وأوسع من مجرد استخدام تطبيق واحد.
هل هناك مخاوف اليوم أكبر من الماضي؟
نعم، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليل المتقدم، أصبح هناك قدرة أكبر على تصنيف وتتبع الأنشطة الرقمية لملايين الأشخاص حول العالم.
بين الاستفادة والمخاوف الرقمية
في النهاية، تبقى مسؤولية حماية الخصوصية بيد المستخدم، مع ضرورة معرفة حدود عمل كل تقنية وأسلوب تعامل المنصات مع البيانات.
وبينما يشير المختصون إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس أداة تجسس فعلية، إلا أن الاحتراز والوعي والتدقيق في سياسات الاستخدام والحماية الرقمية ضرورة في عصر تدفق المعلومات وكثافة الرقابة الشبكية.