يبدأ المسلم يومه بنور من الذكر وتلاوة القرآن، فالصباح ليس مجرد بداية جديدة لليوم، بل فرصة لتجديد العهد مع الله، واللجوء إليه بالدعاء والذكر.
وقد ورد في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية أن ذكر الله في أول النهار يجلب الطمأنينة، ويفتح أبواب الرزق، ويحصّن الإنسان من الشرور. كما أن الدعاء في الصباح يُعد من أحبّ الأعمال إلى الله، لأنه يجسد التوكل عليه والاستعانة به في كل أمور الحياة.
وأكدت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها أن ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال، لأنه عبادة مقصودة لذاتها، بخلاف باقي العبادات التي تُعد وسائل للتقرب إلى الله عز وجل. واستشهدت بقول الإمام الطيبي في “شرح المشكاة” بأن الذكر هو المقصود الأسنى، وبه يعلو شأن المؤمن في الدنيا والآخرة.
وروى أبو الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذكر الله تعالى» — رواه الترمذي.
سور وآيات يُستحب قراءتها في الصباح
تزخر السنة النبوية الشريفة بأدعية وأذكار الصباح، وتبقى تلاوة القرآن الكريم خير بداية لأي يوم جديد، فهي تضع الإنسان في معية الله وتملأ قلبه بالسكينة.
ومن أبرز السور والآيات التي ورد الحث على قراءتها في الصباح:
- قوله تعالى: «فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» — الآية 129 من سورة التوبة، وتُقرأ سبع مرات.
- آية الكرسي: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...» — الآية 255 من سورة البقرة، لما فيها من حفظ وأمان.
- أوائل سورة غافر: «حم، تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ...» — الآيات 1-3.
- سورة الإخلاص: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...» — تُقرأ ثلاث مرات.
- سورة الفلق: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ...» — ثلاث مرات.
- سورة الناس: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ...» — ثلاث مرات.
ويقول بعض أهل العلم أن المداومة على قراءة هذه السور والآيات في الصباح تمنح المسلم راحة القلب، وتحفظه من الشرور، وتُحيي بداخله الأمل والتوكل على الله في يومه كله.