يشهد لبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه السياسي والأمني تطورات متسارعة تنذر بتبدلات إقليمية عميقة، وتتقاطع على أرضه الملفات الساخنة بين إسرائيل وسوريا وغزة، فيما تسعى القاهرة من موقعها العربي المركزي إلى تجنيب لبنان منزلق حرب جديدة قد تكون نتائجها كارثية على المنطقة بأسرها.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني،إن يفهم من الرسالة الإسرائيلية أن رفض لبنان للتفاوض المباشر قد يؤدي إلى انزلاق الوضع نحو مواجهة عسكرية جديدة، مما يضع القيادات اللبنانية أمام ضرورة التنسيق الوثيق مع حزب الله لتدارك الموقف قبل أن تتحول التهديدات إلى حرب واقعية.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كانت الحكومة اللبنانية قد طلبت من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التدخل للمساعدة في حل النزاع بين لبنان وإسرائيل، خاصة بعدما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، وأضاف أن قام اللواء حسن رشاد بزيارة إسرائيل قبل ثلاثة أيام، حيث اجتمع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتمحورت المباحثات حول الوضع في غزة ولبنان.
وتابع: "تؤكد جمهورية مصر العربية أن قيادتها السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعمل بكل طاقتها على دعم لبنان ومساندته للوصول إلى بر الأمان، مشدد على أن مصر التي وقفت إلى جانب لبنان في كل أزماته السابقة تواصل اليوم جهودا جبارة للحفاظ على استقراره ومنع انزلاقه في حرب مدمرة جديدة".
وأردف: "من المنتظر أن يصل السفير الأمريكي الجديد إلى لبنان، ميشال عيسى، مطلع الشهر القادم، كما ستقوم المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس بزيارة إلى بيروت، إلى جانب زيارة توم بارك المرتقبة، ما يعكس حساسية المرحلة وخطورة الأوضاع قبل أي انفجار محتمل في حال عدم التوصل إلى حل قريب".
واختتم: "تشير المعلومات إلى أن الأيام والأسابيع المقبلة ستشهد نشاطا دبلوماسيا مكثفا في لبنان، يتمثل في وفود سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى تسعى جميعها إلى الضغط باتجاه التوصل إلى تسوية تضمن تجنب التصعيد، وتعمل الحكومة اللبنانية على معالجة عدد من الملفات الداخلية الحساسة التي وصلت إلى مراحلها النهائية"، ومن أبرزها:
- ملف السجناء السوريين في لبنان والعلاقات الثنائية مع سوريا.
- ملف نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية.
- ملف هنيبال القذافي الذي شارف على الانتهاء.
ملف الفنان فضل شاكر الذي أصبح شبه منته أيضا.
والجدير بالذكر، أن لبنان اليوم يقف على مفترق طرق مصيري، تحاول فيه القاهرة والمجتمع الدولي احتواء الأزمة قبل أن تنفلت الأمور نحو مواجهة جديدة.
ومع تسارع التحركات السياسية والدبلوماسية، يبقى الأمل معقودا على الحكمة اللبنانية والمبادرات العربية لتجنيب البلاد كارثة جديدة تهدد أمنها واستقرارها.



