قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كارثة إنسانية في دارفور.. آلاف القتلى في الفاشر وتصاعد هجمات الرد السريع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية، تصاعدا خطيرا في أعمال العنف، بعد هجمات مكثفة نفذتها ميليشيا الدعم السريع خلال الساعات الماضية، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي مدني في غضون يومين، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة.

هجمات دامية ضد المدنيين

 

أعلنت القوات المشتركة في السودان أن ميليشيا الدعم السريع ارتكبت مجازر مروعة بحق سكان مدينة الفاشر، راح ضحيتها أكثر من 2000 مدني خلال 48 ساعة فقط، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ اندلاع النزاع في البلاد.

إدانة رسمية واتهامات بالقتل العنصري

أكدت وزارة الخارجية السودانية أن الميليشيا تنفذ عمليات قتل وترويع ممنهجة ضد المدنيين العزل، مشيرةً إلى أن ما يجري في الفاشر يمثل جرائم ذات طابع عنصري تهدف إلى تفريغ المدينة من سكانها.

كما أدانت الخارجية بأشد العبارات ما وصفته بـ"الجرائم الإرهابية" التي ترتكبها الميليشيا، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات وإنقاذ المدنيين المحاصرين.

قلق أممي وتحذير من جرائم واسعة النطاق

أعربت الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلق بالغ إزاء التصعيد العسكري الأخير في الفاشر، مؤكدةً تلقيها تقارير متعددة تفيد بوقوع فظائع مروعة، بينها إعدامات ميدانية بحق مدنيين بعد سيطرة ميليشيا الدعم السريع على أجزاء واسعة من المدينة.

وأشار المكتب الأممي إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءا يومًا بعد يوم، في ظل استمرار الحصار على المدينة منذ أكثر من 18 شهرًا، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية.

انتهاكات ممنهجة وجرائم حرب محتملة

التقارير الأولية تشير إلى أن الميليشيا نفذت عمليات قتل جماعي بحق مدنيين حاولوا الفرار من المدينة، مع وجود دلائل على دوافع قبلية وراء تلك الجرائم، إضافة إلى إعدامات بحق أشخاص لم يعودوا يشاركون في القتال.

كما وردت تقارير عن احتجاز مئات المدنيين، بينهم صحفيون، أثناء محاولتهم الهروب، مع مخاوف من تعرض النساء والفتيات لعنف جنسي ممنهج.

وأشارت الأمم المتحدة إلى إعدام خمسة رجال حاولوا إدخال مساعدات غذائية إلى الفاشر، معتبرة ذلك استخداما للتجويع كسلاح حرب، وهو ما يُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

يحذر مراقبون من أن استمرار الأوضاع الحالية ينذر بمأساة إنسانية غير مسبوقة في الإقليم، مع تزايد أعداد القتلى والنازحين يومًا بعد يوم، وغياب أي مؤشرات على قرب التوصل إلى حل سياسي أو وقف لإطلاق النار.

تتحول الفاشر اليوم إلى رمز جديد لمعاناة المدنيين في السودان، في ظل صمت دولي متزايد أمام واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القارة الإفريقية.