لطالما حمل اسم مريم مكانة خاصة عبر التاريخ، فهو اسم يرتبط بالنقاء والطهارة والقوة، وله جذور عميقة في الثقافات والديانات المختلفة.
واليوم، يعيد هذا الاسم إحياء مكانته من خلال الابتكار التكنولوجي، ليكون عنوانًا لأول مساعد رقمي ذكي في المطارات المصرية، تحت مسمى "اسأل مريم".
واسم مريم له أصول سامية مشتركة بين اللغات العبرية والعربية، ويعني في بعض التفسيرات "السيدة" أو "المرتفعة". في الديانات السماوية، يُعد الاسم رمزًا للطهارة والقوة.
هذا الإرث العظيم يجعل من اسم مريم رمزًا عالميًا للطهارة، الحكمة، والقدرة على تقديم الدعم، وهو ما جعل اختياره عنوانًا للمساعد الرقمي الذكي خطوة تحمل رمزية كبيرة.
ففي خطوة غير مسبوقة، أطلقت الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، بالتعاون مع أورنچ مصر، أول مساعد افتراضي تفاعلي داخل المطارات المصرية باسم "اسأل مريم".
هذه الخدمة، المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تقدم للمسافرين تجربة سلسة ومتكاملة من خلال أجهزة تفاعلية حديثة موزعة في مطار القاهرة الدولي.
"مريم" ليست مجرد نظام ذكاء اصطناعي، بل هي امتداد لفكرة الدعم الإنساني الممزوج بالتكنولوجيا، إذ تتيح للمسافرين الحصول على إجابات فورية حول الرحلات، إجراءات السفر، والمرافق، إضافة إلى معلومات سياحية وخدمية.
وبفضل قدرتها على التحدث باللغتين العربية والإنجليزية، تمثل "مريم" رفيقًا رقميًا قادرًا على تلبية احتياجات جميع المسافرين، لتصبح رمزًا للتواصل الذكي والمرن.
يتجاوز اختيار اسم مريم حدود التكنولوجيا، ليعكس رؤية استراتيجية نحو التحول الرقمي في قطاع الطيران المدني المصري.
فقد أكد المهندس أيمن عرب، رئيس الشركة القابضة للمطارات، أن إطلاق خدمة "اسأل مريم" يمثل خطوة محورية نحو تحويل المطارات المصرية إلى مراكز تشغيل رقمية متكاملة.
كما أشار إلى أن هذه الخدمة ستُعمم قريبًا على جميع المطارات المصرية، بدءًا من مطار سفنكس الدولي بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير، مما يعزز مكانة مصر كوجهة عالمية للسياحة والسفر.
أرى أن اختيار اسم مريم لهذا المساعد الرقمي ليس مجرد قرار تقني، بل هو انعكاس لفكرة أعمق: أن التكنولوجيا يمكن أن تكون قريبة من الإنسان ومتصلة بثقافته وتاريخه. مريم، الاسم الذي عبر عن الطهارة والقداسة عبر العصور، أصبح اليوم رمزًا للتواصل الذكي والمبتكر، ليعيد تعريف تجربة السفر في مصر، ويعكس التزام الدولة بالابتكار والتطور الرقمي.
هكذا، تستمر مريم في رحلتها، من صفحات التاريخ إلى شاشات الذكاء الاصطناعي، لتكون دليلًا على أن التكنولوجيا ليست بعيدة عن القيم الإنسانية، بل هي امتداد لها.