أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن أحد الأسئلة التي عُرضت عليه خلال البث المباشر لصفحة دار الإفتاء على منصة “فيسبوك”، موضحا أن ذكر الله لا يتطلب طهارة أو وضوءا، إذ روت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في جميع أحواله، ما يدل على عدم اشتراط الوضوء لمن أراد الذكر.
في سياق متصل، تناول الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، توضيحا لحكم الوضوء قبل الذكر والتسبيح، مبينا أن الوضوء يرتبط بقراءة القرآن الكريم والصلاة، أما الأذكار فلا يُشترط لها وضوء محدد، وإن اختار الإنسان الوضوء قبلها فله ثواب إضافي.
وأكد أن الذكر لا يتطلب طهارة خاصة، غير أن المحافظة على الوضوء مطلوبة لما فيه من فضل، وكونه يقي من الشر والحسد ويبعد الشيطان، مع الإشارة إلى أن الذكر جائز في جميع الأحوال إلا حال الجنابة، وهو ما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
على جانب آخر، أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الجنب يجوز له الذكر والاستغفار، مستشهدا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائم الذكر في كل حالاته، مؤكدا أن الذكر يمنح القلب طمأنينة ويجعل اللسان معتادا على دوام الاستغفار والتسبيح.
هل يصح التسبيح والذكر لمن كان على جنابة؟
وفيما يتعلق بجواز الذكر حال الجنابة، تلقت دار الإفتاء سؤالا نصه: “هل يصح التسبيح والذكر لمن كان على جنابة؟”، فأكدت في فتوى صريحة أن الأمر القرآني بالذكر جاء مطلقا، ما يدل على جوازه في كل الحالات، واستشهدت بآيات من سورتي الأحزاب وآل عمران التي تتحدث عن ذكر الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، كما أوردت حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي يثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكر الله في جميع أحواله.
ونقلت الدار ما ذكره الإمام النووي في كتاب الأذكار من إجماع العلماء على جواز الذكر للمحدث والجنب والحائض والنفساء في مختلف الصيغ من تسبيح وتهليل وصلاة على النبي ودعاء.



