قال السفير بارت دي جروف، سفير بلجيكا بالقاهرة، إن العلاقات بين مصر وبلجيكا أصبحت أقوى من أي وقت مضى، وذلك عبر سلسلة من الزيارات والتبادلات على جميع المستويات، من زيارات الدبلوماسيين المصريين الشباب إلى الوزارات ومراكز الأبحاث في بروكسل، إلى الزيارات العديدة التي قام بها الخبراء البلجيكيون في مختلف المجالات التي تتولى فيها مصر دورًا قياديًا. ومن منتدى أسوان إلى عملية الخرطوم، ومن مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة إلى اجتماع التحالف العالمي من أجل حل الدولتين، كانت بلجيكا دائمًا تظهر اهتمامًا واضحًا ومشاركة مسؤولة في جهود مصر في هذه المجالات.
وتابع سفير بلجيكا في بيان له: هناك جولة جديدة من المشاورات السياسية بين مصر وبلجيكا، والتي شكلت فرصة مميزة لتحديد مجالات التعاون وتطويرها، لافتًا إلى أنه: "كان لنا الشرف في استقبال عدد من الزيارات الثنائية المصرية، من بينها زيارة وزير الخارجية السابق سامح شكري، على هامش اجتماعات الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الإفريقي، وغيرها".
وأضاف جروف: "نحن، كبلجيكيين، نفخر بأن بلادنا تحتضن مؤسسات الاتحاد الأوروبي والمؤسسات عبر الأطلسي. وفي الشهر الماضي، تشرفنا بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بروكسل للمشاركة في القمة الأوروبية المصرية، والتي شملت لقاءً مع جلالة الملك فيليب".
المتحف المصري الكبير
وقال جروف: "جرت الزيارة الأبرز قبل ثلاثة أسابيع فقط، حين قام الملك فيليب ورئيس الوزراء الكسندر دي ويفر بزيارة إلى مصر لتقديم دعمهما وتهنئتهما بمناسبة الافتتاح العظيم للمتحف المصري الكبير"، لافتًا إلى: "تشرفت بلجيكا بأن تكون جزءًا من هذا الإنجاز الثقافي العظيم الذي يعد مصدر فخر كبير لمصر، ومن المبهج أن نرى آلاف المصريين من مختلف الأعمار يتوافدون إلى المتحف خلال الأيام الماضية ليعجبوا بكنوز تاريخهم العريق".
وأضاف جروف: "وقبل افتتاح المتحف، حققت مصر إنجازًا كبيرًا آخر في المجال الثقافي، إذ يسعدني أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بأحر التهاني إلى صديقنا العزيز الدكتور خالد العناني بمناسبة انتخابه مديرًا عامًا لمنظمة اليونسكو، بأغلبية غير مسبوقة بلغت 172 صوتًا، في بداية هذا الشهر في سمرقند. لا شك أننا نتطلع إلى مواصلة علاقاتنا الثنائية الممتازة. فمصر تعد شريكًا استراتيجيًا لكل من الاتحاد الأوروبي وبلجيكا".
حرب غزة
وأردف جروف: "يتضح ذلك في غزة، حيث عبر الملك فيليب، ملك بلجيكا، في خطابه إلى الشعب في شهر يوليو، بشكل صريح عن دعمنا للسلام. وقد انتقد الانتهاكات الإنسانية الجسيمة في غزة، حيث يموت المدنيون الأبرياء جوعًا ويقتلون تحت القصف، ووصف ذلك بأنه 'عار على الإنسانية'. وأعقب ذلك انضمام بلجيكا إلى إعلان 'نيويورك' على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، مؤكدة دعمها لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل".
وهنأ سفير بلجيكا مصر على دورها العظيم ونجاح اجتماع شرم الشيخ، الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار، وعودة الرهائن، وفتح آفاق للسلام، مشيرًا إلى أن بلجيكا تقف على أتم الاستعداد للعمل مع مصر في مرحلة التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة من خلال مركز التنسيق المدني العسكري أو غيره من الأطر.
وأشار السفير البلجيكي إلى أن ملك بلجيكا شدد على أهمية المشروع الأوروبي، مؤكدًا أن أوروبا يجب أن تكون سدًا منيعا في وجه الصراع الوحشي على النفوذ الذي يشهده العالم اليوم، وذلك من خلال التمسك بقيمها الأساسية: الديمقراطية، والعدالة، وسيادة القانون، حيث تواصل بلجيكا والاتحاد الأوروبي تفضيل التعاون على المواجهة والانفتاح على الشراكات بدل الإقصاء.
وأشاد السفير البلجيكي بالعلاقات التجارية والاستثمارية الممتازة بين بلجيكا ومصر، قائلاً: "نحن نخطط لعدة مبادرات اقتصادية وتجارية خلال العام المقبل، تركز على قطاعات مثل إدارة المياه، والتصميم الداخلي، والنقل".